للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[محمد صلى الله عليه وسلم رسول الثقلين]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

هل بعث الله تعالى الأنبياء السابقين إلى الجن أم سيدنا محمدا فقط

أرجو ذكر الدليل من مراجع السلف القديمة والحديثة

وجزاكم الله خيرا

أرجو بعث رسالة لي إذا تمت الإجابة]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالأظهر دلالة - والله أعلم - أن الله لم يبعث نبياً إلى الإنس والجن قبل محمد صلى الله عليه وسلم، دلّ على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة، فليصل وأحلّت لي المغانم، ولم تحل لأحدٍ قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة" رواه البخاري.

وفي رواية مسلم: "وبعثت إلى كل أحمر وأسود" قال مجاهد: يعني الجن والإنس، وقال غيره: يعني العرب والعجم، والكل صحيح.

فهذه إحدى الخصال التي فضل بها صلى الله عليه وسلم على سائر إخوانه الأنبياء، وهي عموم بعثته إلى الإنس والجن والعرب والعجم، قال الإمام ابن عبد البر: ولا يختلفون أنه صلى الله عليه وسلم بعث إلى الإنس والجن، وهذا مما فضل به على الأنبياء.

ولا يعني اقتصار بعثة الأنبياء السابقين إلى أقوامهم تكليفاً، أقول: لا يعني ذلك عدم جواز أن يدخل في دينهم من ليس من أقوامهم، أو أن يدعو النبي غير قومه من غير أن يكون مكلفاً بذلك، وعلى هذا يخرَّج ما ذكر الله من تهود الجن مع أن موسى لم يبعث إليهم، وإنما بعث إلى بني إسرائيل، قال تعالى: (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى) [الأحقاف:٣٠] .

قال عطاء: كانوا يهوداً فأسلموا.

وقال المسيب في تفسير قوله تعالى: (كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً) [الجن:١١] كنا مسلمين ويهوداً ونصارى ومجوساً.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٣٠ جمادي الأولى ١٤٢٢

<<  <  ج: ص:  >  >>