للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[كلم الله نبيه موسى عليه السلام بجبل سيناء بمصر]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل صحيح أن أرض سيناء في مصر هي التي كلم الله موسى فيها؟ وكيف؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: ... سيناء من أرض مصر وفيها جبل الطور وهو الذي يضاف إلى سيناء قال تعالى: (وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن) . [المؤمنون: ٢٠] وقال تعالى: (والتين والزيتون * وطور سينين) . [التين ١-٢] . وهو الجبل الذي كلم الله تعالى عليه سيدنا موسى بن عمران عليه السلام ونودي فيه. وقد كلم الله موسى كلاما حقيقيا بصوت يسمعه موسى عليه السلام، قال تعالى: (وكلم الله موسى تكليماً) . [النساء: ١٦٤] ، قال النحاس: وأجمع النحاة على أنك إذا أكدت الفعل بالمصدر لم يكن مجازاً. أهـ. وقال تعالى: (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك) . [الأعراف: ١٤٣] ، أي لما جاء في الوقت الموعود وأسمعه ربه كلامه من غير واسطة. وقال تعالى: (إذ قال موسى لأهله إني آنست ناراً سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون * فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين) . [النمل: ٧- ٨] ، أي فلما جاء موسى إلى الذي ظن أنه نار وهي نور، وقال تعالى في سورة طه (فلما أتاها نودي يا موسى* إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى) . [طه: ١١-١٢] ، أي نودي من الشجرة كما في سورة القصص والنمل. وأما الكيفية فإن الواجب علينا الإيمان والتسليم بذلك دون سؤال عن الكيف حيث إن للعقول طاقات محدودة والله جل وعلا يقول: (ولا يحيطون به علماً) [طه: ١١٠] وننصحك أخي الكريم أن لا تبحث عن "كيف" هذه لأنها ستحيرك وأَقِرَّها كما سمعت من الآيات وأمرها مرور الموقن أن الله قد كلم موسى عليه السلام ولا تقل كيف لأننا لا نعرف الكيفية. والعلم عند الله تعالى.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ صفر ١٤٢٠

<<  <  ج: ص:  >  >>