للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[يكرم الله تعالى من يشاء بما يشاء من الكرامات]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل الكرامات تقع لأشخاص صالحين بشكل مطلق بحيث لهم عدة قدرات مثل سماع عذاب القبر؟

لأنني أعتقد أن الرجل الصالح لا يسمع ولا يرى عذاب القبر. لأن أباهريرة رضي الله عنه كانت قدرته الخارقة للعادة هي قوة الذاكرة. وسرعة الحفظ. لكن لم يرد أنه سمع عذابا أو رآه نوما أو يقظة.

كما أن الصحابة كانوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم وسمع الرسول صلى الله عليه وسلم عذاب القبور ولكن الصحابة رضي الله عنهم لم يسمعوا ... وقال الرسول الكريم حديثه المشهور والحكمة من عدم سماع العذاب من أجل استمرار الناس في دفن موتاهم.

لكن هناك من يدور ويحوم محاولا إقناعي أن بعض الصوفية المشهورين في الدول العربية لهم كرامات ويستطيعون شفاء المرضى ورؤية الغيب والصحف وسماع عذاب القبر واستشهدوا بقصص عن عمر رضي الله عنه (وشخصيا أجهل إن كان فعلا عمر رضي الله عنه يسمع عذاب القبر) يقولون إنه كان يغمى عليه عندما يمر بقبر....لكن بالنسبة لي هذا من قوة إيمانه تصور ما يمكن أن يحدث له إن تقاعس في طاعة الله. ولم يقل بنفسه إنه سمع عذاب القبر ورأى الغيب ...

كما يستشهدون بفتاوي الزنداني ونص لشيخ الإسلام ابن تيمية وأيضا نص لابن كثير......ورد فيها أنه ممكن لبعض الناس يسمع عذاب القبر أو رؤيته ...

لكن علماؤنا الأجلاء ليسوا معصومين. وابن كثير رحمه الله مؤرخ كان في بعض كتبه يروي رواية موضوعة ويحللها ويحكم عليها بالضعف.....فكيف يستشهدون ببعض الروايات الضعيفة....

المسألة معقدة علي وأنا أحترم كل العلماء وأؤمن بالكرامات لكن ليس لدرجة رؤية القدر والموت وعذاب القبر....

فما هو حكم الإسلام في الموضوع؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المؤمن المتقي المستقيم يكرمه الله بما يشاء من الكرامات وهو سبحانه وتعالى قدير على ما يشاء لا يعجزه شيء, فما لم يثبت مانع شرعي من التكريم به لا يمتنع وقوعه.

وقد ذكر المناوي في شرح الحديث الذي ذكر السائل إمكان الاطلاع على حال المعذبين في قبورهم, وإنه واقع لكثير من الرجال. وراجع للمزيد في الموضوع, وفي مسألة كرامات الأولياء الفتاوى التالية أرقامها: ٣٥٢٤٦، ٧٢٠٣٧، ١٨٢٤٤، ٤٩٧٢٤، ٣٤٠٧١، ٣٢٦٣٤، ٥٣٦١٧، ٥٣٦١٧، ٤٤٤٥، ٧٢٠٣٧، ٦٨٩٨٢. ...

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٣ ربيع الثاني ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>