للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أول ما يتكلم من الإنسان يوم القيامة]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما أول ما يتكلم من الإنسان يوم القيامة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أن يوم القيامة ذو ألوان كما يقول ابن عباس رضي الله عنهما، ففي صحيح البخاري أن ابن عباس سئل عن قوله تعالى: هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ {المرسلات:٣٥} وقوله: وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ {الأنعام:٢٣} وقوله تعالى: الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ {يس:٦٥} فقال: إنه ذو ألوان مرة ينطقون ومرة يختم عليهم اهـ، وساق الحافظ ابن حجر أثرا إلى ابن عباس قال: إنه يوم طويل وفيه مواقف تأتي عليهم ساعة لا ينطقون ثم يؤذن لهم فيختصمون ثم يكون ما شاء الله يحلفون ويجحدون فإذا فعلوا ذلك ختم الله على أفواههم وتؤمر جوارحهم فتشهد على أعمالهم بما صنعوا ثم تنطق ألسنتهم فيشهدون على أنفسهم اهـ، وبهذا يتبين أن أول ما يتكلم من الإنسان لسانه ثم إذا جحد وأنكر ختم على فيه وتكلمت جوارحه كما في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال هل تدرون مما أضحك، قال قلنا الله ورسوله أعلم؟ قال من مخاطبة العبد ربه، يقول يا رب ألم تجرني من الظلم؟ قال يقول بلى، قال فيقول فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني، قال فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا، قال فيختم على فيه فيقال لأركانه أنطقي قال فتنطق بأعماله. اهـ

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ رجب ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>