للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الشخص الميت هل يمكن أن يعود إلى الدنيا]

[السُّؤَالُ]

ـ[لقد توفّي عمي منذ ١٤ سنة في حادث سيارة. غسله وكفنه أخي. منذ بضعة أشهر أتى رجل إلى أخي وقال له إن عمي لم يمت بل هو مسحور في منطقة على هيئة حمار وأنه قد تم أخذه من قبره بعد دفنه من قبل بعض السحرة. ما صحة هذا الكلام؟ وهل هو جائز؟ طلب أخي دليلا فقال له الرجل إنه يريد مبلغا من المال على أن يأخذه معه. ف ماذا يمكننا أن نفعل؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمثل هذا الكلام لا يقول به عاقل وأحرى من له شيء من الإيمان، فالموت عبارة عن انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقتها له، والإنسان إذا مات فإن روحه لا تعود إلى بدنه إلا في اليوم الذي يبعث فيه الناس من قبورهم، قال تعالى: ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ تُبْعَثُونَ {المؤمنون:١٦} .

وجاء في الكتاب والسنة أن المرء إذا مات لا يعود إلى الدنيا أبدا، قال تعالى: وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ {الأنبياء:٩٥} . وروى أحمد في مسنده عن جابر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعلمت أن الله أحيا أباك فقال له: تمن، فقال له: أرد إلى الدنيا فأقتل فيك مرة أخرى، قال: إني قضيت الحكم أنهم لا يرجعون.

والكيفية التي يعاد بها خلق الإنسان للبعث قد وردت في صحيح البخاري وغيره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بين النفختين أربعون.. ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شيء إلا يبلى؛ إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة.

وقد استثنى الله إحياء بعض من ماتوا على سبيل المعجزة لبعض الرسل، كما هو الحال في شأن عيسى عليه السلام.

وعليه، فلا يجوز للمسلم أن يعتقد مثل هذا الذي ورد في السؤال ولا أن يصدقه، بل الواجب إبلاغ الجهات المختصة بحال هذا المشعوذ الدجال لتنزل به ما يستحق من عقاب رادع له ولأمثاله.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ ذو القعدة ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>