للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ما يقوله المسلم عند تعريفه بمعتقده]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يجب على الإنسان عند التعريف بمعتقده أن يكتفي بأن يقول أنا مسلم أم لا بد من أن يقول أنا مسلم سلفي، علما بأن عقيدته موافقة لعقيدة السلف الصالح؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقبل الإجابة على السؤال نريد أولاً التنبيه إلى أن المرء لا يجب عليه التعريف بأنه مسلم أو أنه سلفي ونحو ذلك ثم اعلم أن المعتقد الإسلامي الصحيح هو ما كان عليه سلف الأمة، والسلفية ما هي إلا اتباع الكتاب والسنة وفهمهما على ما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان في العمل والفهم.

فالسلفية بهذا المعنى هي دعوة الحق التي أمر الله بها في كتابه، وأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته، قال الله تعالى: وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا. {النساء:١١٥} . وقال تعالى مثنياً على المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. {التوبة:١٠٠} . وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ... الحديث.

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن افتراق الأمة إلى بضع وسبعين فرقة، ثم بين أن فرقة واحدة من تلك الفرق هي الناجية، ووصفها بأنها من كان على ما كان عليه هو صلى الله عليه وسلم وأصحابه. والأصل فيمن يقول: أنا مسلم. أن ينصرف ذلك إلى الاعتقاد الإسلامي الصحيح الموافق لما كان عليه السلف، ما لم يتبن القائل اعتقاداً مخالفاً لما كانوا عليه، كمعتقدات الخوارج والروافض والمعتزلة والمرجئة والجبرية وسائر الفرق الضالة، وعلى ذلك فيكفي المسلم في التعريف بمعتقده أن يقول: أنا مسلم. وإن زاد، فقال: أنا مسلم سلفي، فلا بأس بذلك.. وراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: ١٠١٥٥٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ جمادي الثانية ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>