للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم المشاركة في تزوير انتخابات]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما حكم المشاركة في تزوير نتائج الانتخابات؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قال الله تعالى في محكم كتابه: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {الحج:٣٠} .

وقال تعالى في صفات عباده المؤمنين: وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً {الفرقان:٧٢} .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر - ثلاثا - الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، أو قول الزور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. رواه البخاري ومسلم.

فهذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وغيرها من نصوص الوحي كثير تحكم بأن التزوير كبيرة من كبائر الذنوب، وعلى المسلم أن يبتعد عنه في حياته كلها، وخاصة في الانتخابات التي بموجبها يتولى الأشخاص المسؤولية وأمور المسلمين العامة؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من استعمل رجلا من عصابة، وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين. رواه الحاكم.

ولذلك فتزوير الانتخابات واختيار الفاسدين أو من لا يستحق مع وجود أهل الأمانة والكفاءة.. يعد من أقبح المحرمات وأسوئها أثرا لما يترتب عليه من الخيانة، وتضييع الأمانة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قيل: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة رواه البخاري

وهو كذلك من التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله عز وجل عنه في محكم كتابه فقال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ... {المائدة:٢} وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين: ٧٣٢٧٥، ٤٦١٩١، وما أحيل عليه فيهما.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ ربيع الثاني ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>