للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[كيفية عذاب القبر ونعيمه]

[السُّؤَالُ]

ـ[بماذا أهل الجنة يكونون منعمين في الحياة البرزخية؟ وهل هناك تزاور فيما بينهم أم لا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

عذاب القبر ونعيمه ثابتان بنصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وقد سبق بيان ذلك في جواب مفصل برقم: ١٦٧٧٨

وعذاب القبر ونعيمه يلحقان الروح والبدن معًا، كما دلت على ذلك النصوص، ونُقلَ على ذلك اتفاق الأمة، وقد سبق بيان ذلك مفصلاً في الجواب السابق.

أما عن كيفية هذا العذاب والنعيم، فليس لنا أن نتكلم عنه إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته، ولم يرد في النصوص ما يوضح ذلك ويُجليه.

قال ابن تيمية رحمه الله: وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ذلك والإيمان به، ولا نتكلم عن كيفيته، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته، لكونه لا عهد له به في هذه الدار، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول، ولكن قد يأتي بما تحار فيه العقول. ا. هـ

وقد ورد في الأحاديث ما يدل على أن الميت يُعرض عليه في قبره مقعده من الجنة أو النار، وأنه إن كان من أهل الشر يُضيق عليه في قبره، وأنه يُضرب بمطرقة من حديد.

وإن كان من أهل الخير، فإن قبره يملأ عليه خضرة ويوسع عليه، ولمعرفة ذلك بالتفصيل راجع الفتوى رقم: ١٧٢٨٦، والفتوى رقم: ١١٥٥٤.

وأما عن تلاقي الأرواح بعد الموت، فهو ثابت في الجملة، وقد سبق بيانه في الفتوى رقم: ١٥٢٨١.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ ربيع الثاني ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>