للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من أشراط الساعة الصغرى]

[السُّؤَالُ]

ـ[الإخوة الأعزاء

عن ابن مالك قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فقال اعدد ستا بين يدي الساعة موتي ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لايبقى بيت من العرب إلا دخلته. إلى آخر الحديث الشريف.

السؤال الاول: ما المقصود بموتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم؟

السؤال الثاني: ما المقصود استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا؟

السؤال الثالث: ما المقصود فتنة لايبقى بيت من العرب الا دخلته؟

السؤال الرابع: هل شرط فتح بيت المقدس الذي قد تم في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أم لا؟

أتمنى الكم الصحة والعافية من الله عز وجل.

... ... ... ... ... ]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الحديث المذكور حديث صحيح رواه البخاري وغيره وهذا لفظ البخاري وما ذكر فيه من علامات الساعة الصغرى، والمقصود بموتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم: ما أصاب المسلمين من طاعون عمواس بالشام في خلافة عمر بعد فتح بيت المقدس كما قال ابن حجر وغيره. فقد حصد هذا الطاعون أرواح كثير من المسلمين وخاصة الصحابة، وقد توفي فيه من كبارهم أبو عبيدة ومعاذ وغيرهما.

وأما المقصود باستفاضة المال: فكثرته وقد وقع هذا بالفعل في عهد الصحابة ــ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ــ في خلافة عثمان رضي الله عنه وبعده في خلافة عمر بن عبد العزيز..

وأما الفتنة التي لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته فهي: كما قال شيخ الإسلام في الجواب الصحيح: الفتن التي وقعت بين المسلمين بعد مقتل عثمان رضي الله عنه. وقال بعض الدعاة المعاصرين: ويمكن أن تشمل ما دخل على بيوت المسلمين في هذا العصر من الفتن والمغريات عبر وسائل الإعلام والغزو الفكري وانتشار الربا التي اقتحمت على المسلمين بيوتهم وغزتهم في عقر دارهم.

وأما فتح بيت المقدس فإنه وقع بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وفي خلافة عمر رضي الله عنه كما قال ابن تيمية في الجواب الصحيح، ويمكن أن يشمل ما وقع بعد ذلك على يد صلاح الدين وما سيقع قريباً إن شاء الله تعالى عندما يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: ٤٩٩٨١.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١١ ذو القعدة ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>