للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل سيعود الناس إلى الحياة البدائية قبل قيام الساعة؟]

[السُّؤَالُ]

ـ[يوجد بعض أمارات الساعة يدل على عودة الحياة البدائية من جديد مثل:

١- أن الحرب مع الروم في آخر الزمان ستدورعلى الخيول وبالسيوف.

٢- أن الكعبة ينقضها ذو السويقتين حجراً حجراً بمسحاته.

٣- وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج وفيه: ويخرجون على الناس فيستقون المياه ويفر الناس منهم فيرمون سهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون قهرنا أهل الأرض وغلبنا من في السماء قوة وعلوا، قال: فيبعث الله عز وجل عليهم نغفاً في أقفائهم فيهلكهم، والذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض لتسمن وتبطر وتشكر شكرا وتسكر سكراً من لحومهم.

٤- والحديث الذي رواه مسلم: أن المسلمين يأتيهم الصريخ أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون، فيبعثون عشرة فوارس طليعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ، أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ، فما الوقعة التي ستجعل الحياة تعود حياة بدائية؟.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا لا نعرف وقعة يعود الناس بعدها إلى الحياة البدائية كما كانوا، وما صح عن النبي- صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث المذكورة وما أشبهها يعتبر من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها، كما أخبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولا سبيل إلى معرفة حقيقتها ووقتها إلا بوحي من الله تعالى في محكم كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو ما لم يكن، ولذلك فنحن نقول: إن تأويلها وقوعها.

وسبق أن بينا في الفتويين رقم: ٣٢٦٠٩، ٦١٩٦٧، أنه لا يعرف إن كانت التكنولوجيا ستبقى أم ستنتهي؟ فنرجوا الاطلاع عليهما.

وما يقع للكعبة على يد ذي السويقتين الحبشي لا يقع إلا في آخر الزمان قرب قيام الساعة، حيث لا يبقى في الأرض أحد يقول: الله الله، كما قال الحافظ في الفتح، وسبق بيانه في الفتوى: ٣٠٩٣١، والمسلم ليس مكلفا بالبحث عن وقت أشراط الساعة أو تحديدها، ولا ينبغي له أن يشغل نفسه بذلك ويضيع وقته في أمر غيبي لا يمكن الاطلاع عليه، والمطلوب منه أن يعمل لدينه كأنه يموت غدا، ويعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا، ولو كان في تحديد وقت أشراط الساعة فائدة لنا لأخبر بها نبينا صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ رمضان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>