للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الواصل على الحقيقة من يصل من قطعه، ويحسن لمن أساء إليه]

[السُّؤَالُ]

ـ[في البداية أتقدم بجزيل الشكر على هذا العمل الخيري الذي تفعلونه. أما بعد فأنا قد طرحت سؤالا سابقا ورقمه كالتالي ٢٢٠٨٩٥٤ وعنوان الفتوى: استغلال حب الجدّ والجدّة لإصلاح العلاقة بين الأب وبينهما فبتعاون مني وأحد أطراف العائلة قمنا بإقناع والدي من اجل اتصاله بوالديه ومصالحتهما وفعلا اتصل بهما لكن الجد يرفض المصالحة ويقول بأن والدي عصاه لكن أنا لا أرى أين يتجلى عصيان والدي لوالده، فجدي هو الذي قال لوالدي إذا كنت لا تريد مصالحة أختك فدعني وشأني إذن هو من رفض المصالحة في البداية، والآن في النهاية هو من يرفض. وإذا أردتم سؤالي عن شيء غير واضح فراسلوني في أقرب وقت ممكن. وما أريد معرفته هو: هل لا يزال على والدي إثم أم لا؟ وبماذا تنصحونني؟ وارجو منكم الجواب في أقرب وقت ممكن. وجزاكم الله عنا خير الجزاء.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر من السؤالين أن جدك قد علق مصالحته لأبيك على إصلاح أبيك لعلاقته مع أخته، وقد نصحنا والدك في الفتوى السابقة أن يرجع على أخته بالبر والصلة، فإنها من أرحامه التي أوجب الله صلتها وحرم قطيعتها، بل لعن قاطعها في مثل قوله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وتقطعوا أرحامكم * أولَئكَ الَّذِينَ لَعنهم الله فأصمهمْ وأعمى أبصارَهُمْ {محمد:٢٢، ٢٣} فعلى والدك أن يبادر بصلة أخته وإن أساءت إليه، وليعلم أن الواصل على الحقيقة هو من يصل من قطعه، ويحسن إلى من أساء إليه، أما الذي يصل من وصله، ويحسن إلى من أحسن إليه فحسب، فهذه ليست صلة بل هي مكافأة، روى البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها.

فإن بادر إلى إصلاح علاقته بأخته وأصر أبوه على قطيعته فلا شيء على أبيك حينئذ ولا إثم إن شاء الله، بشرط ألا يقصر فيما يقدر عليه من بره الواجب لأبيه، وعليه استغلال أي فرصة تسنح له في إصلاح علاقته بأبيه مع كثرة الدعاء لأبيه أن يهديه الله، وأن يفتح قلبه لولده.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ جمادي الثانية ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>