للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أبوها هجرها وهجر أمها وغضب عليها لزواجها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة متزوجة منذ ٣ أشهر، وأبي كان يرفض زواجي ومازال هكذا. فقد وكل خالي ليزوجني وهو غاضب مني، فأنا لم أخطيء فقد تزوجت بالحلال. والآن أريد الكلام معه وهو لا يريد أن يراني. اشتقت إليه كثيرا ويهجر بيت أمي ولا يكلمها أيضا.هل هو آثم؟ علما أنه كان يرفض زواجي بدون أي سبب. أرشدوني فأنا أتعصب وهل أحاسب إن مات وهو غاضب علي؟ أنا مكتئبة كثيرا خائفة من عقاب الله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان أبوك قد رفض زواجك من هذا الرجل بدون سبب مشروع كعيب في دينه وخلقه، فلا حقّ له في هذا الرفض، لكنّ ذلك لا يسقط حقّه في البرّ والطاعة في المعروف، فعليك أن تبذلي جهدك لمصالحته وبرّه، ويمكنك أن تستعيني في ذلك ببعض الأقارب من أهل الدين والمروءة، فإذا أصرّ على مقاطعتك ورفض الكلام معك، فلا إثم عليك إن شاء الله، ولكن عليك أن تداومي محاولة زيارته والتواصل معه، مع الاستعانة بالله والإلحاح في الدعاء.

أمّا عن حكم هجر أبيك لأمك وترك كلامها فإن كان ذلك بدون سبب كنشوزها، فإنّ هذا الهجر حرام، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال. متفق عليه.

فإذا كان ذلك مع عموم المسلمين فهو مع الزوجة التي أمر الله بمعاشرتها بالمعروف أولى، وكذا الحال في هجره لك أنت أيضا.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ جمادي الثانية ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>