للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الهجر بين المسلمين شديد وبين الإخوان أشد]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد أن آخذ رأيكم في شيء مهم جدا بالنسبة لي ولعدم توفر الوقت سوف أبدا في الموضوع:

لدي أخي الكبير وعمره ٣٠ عاما وهو من قام بتربيتنا لأن الوالد في غربة ودارت الأيام وكان أخي الأصغر مني يبلغ من العمر حاليا ٢٣ عاما بردود سيئة للغاية بمعنى أنه لا يحترم الأكبر منه ولا يوجد احترام معا أخي الأكبر ودائما المشاكل لأنه يرد على أخيه الأكبر ويخرج أوقات كلاما جارحا في حق أخيه الأكبر وكانوا دائما يتقاطعون ولا يكلم أحد منهم الآخر وكان أخي الأكبر يبدأ دائما بالمقاطعة معه ومع باقي الإخوان إذا بدر منهم شي لتلاشي المشاكل أي لا يتكلم مع أحد منهم ونحن بالبيت بنتان وأربعة ذكور مع الأخ الأكبر نتقاطع بالسنة والسنتين ولا يتكلم أحد مع الآخر؟ وذلك لأن الأخ الأكبر يقول أريد أن أريح رأسي من المشاكل لأنه لا يوجد احترام للأخ الأكبر ومن ناحية أخرى يقول الإخوة الباقون هو كذالك تبدر منه الأخطاء ويقاطع دائما لماذا يمتنع من الكلام دائما عند حدوث أي مشكلة؟ ونحن نقول لا تحق المقاطعة لأخيك المسلم فوق ثلاث أيام ودارت الأيام وقرر أخي السفر إلى الخارج المملكة العربية السعودية في يوم الخميس القادم هذا وما زال الاخوة لا يتكلمون مع الأخ الأكبر، حاولت أنا من يكتب الرسالة الصلح بينهم قبل سفر أخي الأكبر لأنه لا يدري الغيب إلا الله إذا قدر شيء أو حصل شيء يكون قد صفت النفوس من بعضها ولم يرد أحد فقررت أن اكتب الفتوى في النت وقال الاخوة جميعا لأنهم يتكلمون معي أنا الوحيد من يكتب الرسالة وما سوف تتم الفتوى من الموقع سوف يتم تنفيذه فأريد منكم جزاكم الله ألف خير أن تفتوا في حق مقاطعة الأخ لأخيه وكذلك عدم الاحترام الذي يبدر من الأخ الأصغر للأخ الأكبر وكذلك المقاطعة الدائمة من الأخ الأكبر لباقي الأسرة في هذا الشأن ليكون لهم دليلا ومع العلم أن الأخ الأصغر يحفظ القران وأما في أوقات في الجامع وكذلك الأخ الكبير فهو متدين وخريج جامعة ومتعلم، أسأل الله عز وجل أن يوفقكم ويحفظكم، وآسف على الإطالة، وأنا انتظر الرد بفارغ الصبر.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد نهى الله عن التدابر والهجران بين المسلمين، فعن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. رواه مسلم.

وكلما طال الهجر فالإثم أشد، فعن أبي خراش السلمي، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من هجر أخاه سنة، فهو كسفك دمه. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.

وإذا كان التدابر والهجران بين الإخوة والأخوات من النسب، كان ذلك أشد، فإن بينهم رحماً، وقد أمر الله بصلة الرحم ونهى عن قطعها، فعن جبير بن مطعم أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ. متفق عليه.

وعَنْ عبد الله بن عمرو عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا. رواه البخاري

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا، فليس منا. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.

فإنه ينبغي لكل طرف أن يتسع صدره للآخر، ويتغاضى عن زلاته، ويتخير الكلمات الطيبة، والألفاظ الحسنة، قال تعالى: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً {الإسراء:٥٣} .

فعليك أن تنصحي أخاك وأختك بترك الهجران والتدابر، وأن يتعاملا بالخلق الحسن، ويتجنبا الجدال والتشاحن.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ جمادي الأولى ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>