للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[زوري أقاربك وإن آذوك وسخروا منك]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا لا أزال مرتدية للنقاب والحمد لله على هذه النعمة، لكن عندما ذهبت إلى جدتي وكنت مغطية وجهي وكان يوجد رجال غير محارم، بدأ خالي وجدتي يسخران منى. هل لو لم أذهب لهم مرة أخرى علي وزر لكن أنا بتصل بهم. أرجو الإفادة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فزادك الله حرصاً على الستر والاحتشام، وثباتاً على طاعته واتباع شرعه.

أما عن سؤالك، ف قد أمرنا الشرع بصلة الرحم حتى لمن يقطعنا أو يسيء إلينا، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ. صحيح مسلم. تسفهم الملّ: تطعمهم الرماد الحار.

والشرع لم يجعل لصلة الرحم أسلوباً معيناً أو أوقاتاً محددة، وإنما ذلك يرجع إلى العرف ويختلف باختلاف أحوال الناس، وانظري الفتوى رقم: ١١٤٩٤.

وعلى ذلك، فإذا كان يلحقك ضرر بزيارة جدتك، فلا يلزمك زيارتها ويمكنك صلتها، بوسيلة أخرى كالاتصال بها والسؤال عنها، لكن الذي ننصحك به أن تداومي على زيارتها وبرها والإحسان إليها، ولا تلتفتي لسخريتهم، فعليك أن تعتزي بدينك وتستعلي بإيمانك، وتقابلي سخريتهم بصبر وحكمة وحسن خلق، مع بيان الحق لهم برفق وتواضع، والدعاء لهم بالهداية.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ جمادي الأولى ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>