للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أبوه يصر على مشاركته في المقاولات وهو يأبى]

[السُّؤَالُ]

ـ[أبي يشتغل مقاول بناء وكما تعلمون فالمقاولة عندنا في المغرب فيها كثير من المشاكل منها الرشوة والغش والكذب.

لكن والدي أرغمني على إنشاء مقاولة أخرى معه وأنا أكرهها، علما أن والدي غير متعلم وهمه فقط المال ووو.. وأنا على عكسه، رغم أنه يصلي ويصوم ويزكي لكنه لا يعطي أهمية للرشوة مثلا والكذب فقط من أجل المال. وأنا على خلاف دائم معه حتى أني أفكر في الخروج من البيت، لكن أفكر في حاله عمره ٥١ سنة ويحتاج للمساعدة لأني كبير إخوتي وعمري ٢٥ سنة.

أخيرا نصيحة من فضلكم هل أستمر معه رغم ذلك أم أبحث عن عمل آخر علما أنه يكره ذلك، أوأذهب إلى مكان أخر.

وأطلب دعاء بظهر الغيب بهدايتي وهداية والدي وأن يطعمنا حلالا طيبا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لوالدك أن يرغمك على فعل ما فيه معصية لله, ولا يحل لك مطاوعته في ذلك، ولكن إن أراد منك مشاركته في العمل فأطع أمره وحاول أن تقيم أمور العمل على ما يرضي الله سبحانه, فلم تتعين المعصية طريقا لتسيير الأمور وإدارة الأعمال بل هناك الكثير من الطرق المشروعة، ومن يتق الله يهده سبل الرزق الحلال ويجعل له من أمره يسرا.

فإن غلب على ظنك أنك لن تستطيع الاستقامة على أمر الله إن أنت شاركته في عمله فلا يجوز لك حينئذ مشاركته ولكن تلطف في رده والاعتذار إليه بما لا يسوؤه ولا يغضبه, وأعلمه أن سبب رفضك هو سلوكه لهذه الطرق غير المشروعة وأنه لو غيّرها إلى ما هو مشروع لوجدك له خادما مطيعا.

أما بخصوص علاقتك معه فلتكن النصيحة بالحكمة والموعظة الحسنة دون زجر ولا تعنيف, فإن استجاب لنصحك فهو الذي يرتجى, وإلا فليس عليك هداه ولكن الله يهدي من يشاء, وما دام أنه في حاجة إليك فلا تفارقه ولا تترك البيت خصوصا وأنك أكبر أبنائه، لكن إن أدى مقامك معه إلى ارتكاب المحرم فعندها يمكنك ترك البيت ولا يمنعك هذا من مصاحبته بالمعروف وبذل حقوقه كاملة من البر والصلة والإحسان.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ ربيع الأول ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>