للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أهمية معرفة النسب الذي تحصل به صلة الأرحام]

[السُّؤَالُ]

ـ[الوالدة متوفاة رحمة الله عليها ولم تعرف أباها أو اسمه حيث كانت أمها جارية لدى أحد الأغنياء منذ القدم فاعتدى عليها من مشتريها وبيعت بعد ذلك وكانت حاملا بالوالدة وبمعلوماتي غير المؤكدة لم يعلم أن جاريته حامل منه فعند قرب الولادة ذهبت إلى مدينة جدة لتضع المولودة عند امرأة عقيمة وجلست لديها أكثر من عشرين سنة حتى تزوجت وخلفت ابنا وبنات وفي السن الخامسة والأربعين من عمرها بعدما عجزت عن معرفة والدها توفيت، وبقي السؤال: هل لنا نحن الأبناء أن نبحث عن جدنا والد أمي علما أن جدتي أم الوالدة نزورها دوما ولديها أبناء وبنات ولكن تقول دوما أنا لا أعرف من يكون وتدل على اسم لكن لا تذكر شكله.. أفيدوني يحفظكم الله ... ]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أمر الشرع بصلة الرحم، وحث على معرفة النسب الذي تحصل به الصلة، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر. رواه الترمذي وصححه الألباني.

كما أن معرفة النسب منها ما هو واجب لاجتناب التزوج بالمحارم ومعرفة من له حق الإرث من قرابته، قال ابن حجر في بيان ما يجب تعلّمه من النسب: وَأَنْ يَعْرِف مَنْ يَلْقَاهُ بِنَسَبٍ فِي رَحِم مُحَرَّمَة لِيَجْتَنِب تَزْوِيج مَا يَحْرُم عَلَيْهِ مِنْهُمْ، وَأَنْ يَعْرِف مَنْ يَتَّصِل بِهِ مِمَّنْ يَرِثهُ أَوْ يَجِب عَلَيْهِ بِرّه مِنْ صِلَة أَوْ نَفَقَة أَوْ مُعَاوَنَة.

وعلى ذلك فيجب عليكم معرفة جدّكم وأعمامكم وعماتكم وأولادهم إذا أمكنكم ذلك، أما إذا لم يمكنكم ذلك فلا حرج عليكم، لقول الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة:٢٨٦} .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ ربيع الأول ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>