للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أهمية الإحسان إلى زوج الأم ومدافعة الغضب]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا بسبب أن أبي رماني وعشت مع أمي وزوجها أنا ساعات أتعصب من زوج والدتي وابنه ساعات بسبب وساعات من غير سبب ما حكم الغضب عليهم. أنا في حيرة من أمري وساعات أحس أني أنا ظالمة كل الناس وهما هل أنا ظالمة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى عليك ما للوالدين من منزلة عظيمة، فقد رفع الشرع من شأنهما وأمر ببرهما والإحسان إليهما، وخاصة الأم، قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {لقمان: ١٤} . وجاء في الصحيحين عن أبى هريرة: رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق بحسن صحابتى قال أمك. قال ثم من قال أمك. قال ثم من قال أمك. قال ثم من قال ثم أبوك.

ولا شك أن الإساءة إلى زوج الأم فيه إساءة للأم، وأذاه أذى للأم. والواجب على الشخص أن يكف أذاه عن أمه بكل طريق، فالواجب عليك كظم غيظك عن زوج أمك توقيرا لأمك واحتراما لحقها، خصوصا مع ما ذكرت من كون هذا الغضب أحيانا بدون أسباب، وإذا كنت قد ابتليت بإعراض أبيك عنك وتضييعه لك ولحقوقك عليه، فلا ينبغي لك أن تحملي غيره هذا الإهمال، فيكون هذا من باب الظلم وأنت قد ذقت مرارة الظلم فينبغي لك أن تغلقي بينك وبينه كل باب وتفري منه بكل سبيل.

وننبهك أيتها السائلة إلى خطورة الغضب وما يؤدي إليه، ولذا حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم ودعا إلى قطع أسبابه وبين سبل علاجه، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني: قال: لا تغضب، فردد مرارا فقال: لا تغضب.. قال ابن التين:" جمع صلى الله عليه وسلم في قوله: لا تغضب. خير الدنيا والآخرة لأن الغضب يؤول إلى التقاطع وربما آل إلى أن يؤذي المغضوب عليه فينقص ذلك من دينه. انتهى.

وقد استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه، فقال صلى الله عليه وسلم: إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. متفق عليه من حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه.

فأيما امرئ اشتد عليه الغضب، فإن كان قائما فليجلس، أو قاعدا فليتكئ أو متكئا فليضطجع، لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا غضبت فإن كنت قائما فاقعد، وإن كنت قاعدا فاتكئ، وإن كنت متكئا فاضطجع. أخرجه ابن أبي الدنيا وقال العراقي في تخريج الإحياء: إسناده صحيح.

ومن سبل دفع الغضب وإسكانه: الوضوء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تبرد النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ. رواه الإمام أحمد وأبو داود من حديث عطية بن عروة رضي الله عنه.

للفائدة تراجع الفتاوى رقم: ٤٩٨٢٧، ٧٦٣٠٢، ٦٧٨٠٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ ذو الحجة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>