للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[كن قريبا من أمك]

[السُّؤَالُ]

ـ[السؤال الأول: أنا أعمل في دولة خليجية، وزوجتي وابني معي، تركت والدتي في الوطن، حيث تنتقل من بيتها (الذي تسكنه وحدها) إلى بيت أختها وبالعكس، لترعى جدتي (والدتها) ، لي أخ اكبر مني يسكن مع عائلته في بيت صغير جدا، والدتي تصر على أن أرجع للوطن، وتبكي كلما هاتفتها، وقلبي ينفطر حزنا على حزنها بسبب بعدي عنها، والدي توفي عنها منذ سنين، لا أعرف ماذا افعل، علما أن والدتي لا ترتاح إلا بوجودي بجانبها، وأنا أعرف أن والدتي لا تلقى نفس معاملتي من أخي.

وسؤالي الثاني: عندما ارجع للوطن، للإقامة أو الإجازة، أحتار أن أجلب والدتي تعيش معي في نفس البيت مع زوجتي، حيث أخاف أن أفرط بحق زوجتي في مسكن مستقل، أو أترك والدتي تعيش في بيتها وحدها، وأفرط في حق والدتي أن تراني بشكل دائم، مع العلم أن زوجتي تريد مسكنا مستقلا وحدها، ووالدتي تريد أن نعيش معها في بيتها.

أفيدوني جزاكم الله خيرا، لعلكم تفرجون عني هاتين الكربتين.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن طاعة أمك في العيش إلى جانبها واجبة، حيث أمرتك بذلك وكنت قادرا عليه، ولا ضرر عليك فيه سواء في بلدها أو في بلد إقامتك.

فعليك بطاعة أمك والعيش إلى جوارها والبر بها فإن الجنة تحت رجليها، فقد قال عليه الصلاة والسلام لمن أراد الغزو هل لك أم؟ قال: نعم. قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها. رواه النسائي وغيره.

وينبغي السعي في إرضاء الزوجة بأن تسكن مع أمك، فإن أبت فلك أن تسكنها في جانب من البيت منفصل إن أمكن، فإن لم يمكن ففي منزل قريب من منزل والدتك، بحيث تكون قريبا من أمك تتمكن من رؤيتك وتكون عندها في الوقت الذي تحتاج إليك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ شوال ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>