للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[رعاية الأب في حال وجوده وحده]

[السُّؤَالُ]

ـ[أعمل مدرساً لمادة الحاسب الآلي منذ حوالي عشر سنوات بمصر، وزادني الله من فضله بأن يسر لي فرصة عمل في السعودية. والمشكلة تكمن في أننا أربعة إخوان ذكور كلنا في السعودية ووالدي في مصر ولا أحد يرعاه وقد توفيت والدتي منذ ٣ أشهر، ولا أحد من إخواني الثلاثة له عمل بمصر حتى يعود، والسؤال هو: هل إذا قررت الاستقالة للرجوع والبقاء بجانب والدي، هل في ذلك بطر على نعمة الله التي أنعم بها علي؟ وهل أستمر في عملي بالسعودية أم أعود وأجلس مع أبي وأظل في عملي في مصر؟ أفيدوني لأني في حيرة من أمري، وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس عودك إلى بلدك لخدمة والدك من بطر نعمة الله، فالبطر هو أن يطغى ويتكبر ويستخدم ما أنعم الله به عليه في غير طاعة الله، وأن لا يؤدي شكر هذه النعمة. وأما رجوعك إلى بلدك لرعاية والدك فحكمه يتوقف من حيث وجوبه واستحبابه على حسب الوضع والظروف التي يعيش فيها والدك، وعلى ذلك فإن كان يخشى عليه الهلاك أو أن يصيبه ضرر معتبر بسبب عدم وجود من يرعاه من أولاده، ولا يمكن توفير هذه الرعاية ولو عن طريق تزويجه أو استئجار من يعتني به، فإنه يجب عليكم أنتم أولاده أن يكون أحدكم بجواره ولو أن تتناوبوا في ذلك.

أما إذا كان لا يخشى عليه فأنت مخير بين البقاء في البلدة التي تعمل بها وبين العود إلى البلد الذي يقيم فيه والدك الآن، فإن رأيت النزول إلى بلدك والإقامة معه واحتسبت الأجر من الله تعالى فربما أبدلك الله بسبب برك بوالدك وإحسانك له من سبل الكسب خيرا مما أنت فيه.

فبر الوالدين والقيام على شؤونهما من أعظم البر، ففي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها، وبر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله.

ولا شك أن وجودك بجوار والدك -خاصة إن كان هو محتاجا إليك- من أعظم البر. وعليك بالاستخارة قبل ما تفعل أي شيء، وسييسر الله لك الخير إن شاء الله، وراجع الفتويين رقم: ١١٠٨١٣، ١٠٥١٥٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ شعبان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>