للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[طاعة الوالدين من أوجب واجبات الشريعة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر ٢٥ سنة ولي أخت تبلغ من العمر٢٨ سنة؟

أبي وشيخي إني بحاجة ماسة للنصيحة، لدي أب لكنه ظالم جداً، كان يسبنا دائما ويكسر خاطرنا حتى أنه كان يهجر أمي لثلاث وأربع سنوات كما أنه كان يضربها أيضا يكره جميع الناس البسطاء ما عدا الأغنياء فإنه يحبهم كثيراً، تخرجت من الجامعة وجلست في المنزل لسنتين ولكني مرضت من كثرة معاناتي مع أبي وأخيرا حصلت على وظيفة علماً أني ولله الحمد محجبة (أرتدي جلباب) وأحفظ من القرآن ولا أزكي نفسي على الله وعمري لم أحدث شابا أو أقف لوحدي معه وفي الوظيفة تعرفت على شاب رأيته متدينا ويصلي في الوظيفة وعلى خلق يحبني جداً لكنه متزوج ولديه بنتان وأكبر مني ب (١٣ سنة) وأنا يشهد الله علي أني أحبه حبا لم أحبه لأحد لكني أعامله أسوأ معاملة لكي يكرهني ويحب زوجته لكن كلما تزداد معاملتي سوءا يزداد حباً لي وأنا أموت في اليوم ألف مرة نزل وزني الان ١٢ كيلو وأعاني من آلام في صدري وذهبت للطبيبة وقالت حالة نفسية ممكن أن تزداد حالتك سوءا، أرجوك أشف قلبي ورد على رسالتي بأسرع وقت حفظك الله لأني بحاجة ماسة لمن ينصحني، إني أخاف على أسرته وأحبهم حبا لا يعلمه إلا الله حتى أنه كلما أراد وسيلة للتقرب مني يجلب لي ابنته ذات السبع سنوات وأنا أحبها جداً وهي تحبني علماً أنه البارحة قال لي أنه فيما مضى كان يشرب الخمر لكنه تاب وأنه سيترك التدخين من أجلي في يوم من الأيام علما أني أدعو له في كل فرض من الفروض أن تكون زوجته قرة عينه وقلبه ويكون هو قرة عينها وقلبها واللهأ وأدعو ان يرزقه الله الولد الصالح من زوجته لكن في كل قيام ليل أدعو له في اليوم التالي أراه يتقرب لي أكثر بمرات عديدة يحاول أن يرضيني بشتى الطرق حتى أنه يعرض نفسه للتهلكة من أجلي، وفي الأيام التي أعمل نفسي أني لا أراه مع العلم أني أراه ولا أسلم عليه يتعارك مع جميع الناس ويصبح عصبيا جداً يريد أن يحطم كل ما حوله.

أرجوك ادع لي ولأختي أن يفرج الله همنا، وانصحني إني أنتظر الرد الآن، أرجوك أرجوك وفقكم الله لما يحب ويرضى.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان هذا الرجل يحبك كما ذكرت وتحبينه وهو على دين وخلق فعليك باستخارة الله والاستشارة والتوكل على الله فإن انشرح صدرك للزواج فليذهب إلى وليك - والدك- ليطلب يدك منه، وعليك أن تحذري من أي علاقة بينك وبينه حتى يتم العقد.

أما ما ذكرت عن والدك فيجب عليك بره وطاعته والصبر عليه فإن من أوجب الواجبات القطعية في الشريعة طاعة الوالدين وخفض الجناح لهما كما أمر الله، فطاعتهما واجبة ما لم يأمرا بمعصية الله.

وما كان من هجر أبيك لأمك إن استطعت حل ذلك بينهما، وإلا فأهله وأهلها قد يمكنهم أن يحلوا ذلك، فإن لم يجد تدخل الأهل فلا تغضبي أباك ولا أمك بأي تصرف قد يفسر خطأ منك، أو يجرح أحد الوالدين.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٣٩٥٤٨، ٤٠٦٥٢، ٦٤١٣٤، ٩٨٦٠٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ جمادي الأولى ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>