للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا حرج في زيارة أهلك بمفردك دفعا للضرر]

[السُّؤَالُ]

ـ[تزوجت على سنة الله ورسوله من فتاة قريبة من زوجة أبي. رفضت فتاة اختارتها لي زوجة أبي وأختي غير الشقيقة بسبب أنها تكبرني وأمية.

هما كانتا تطمعان في أخيهما الذي يعمل بالخارج.

منذ الأسبوع الأول من الزواج بدأت بوادر الانتقام من الوافدة الجديدة. كل يوم كلام ساقط وسب وشتم.فقررت أن أرحل بسرعة. وكنت ازور أهلي في الأعياد والعطل. لكن في كل مرة تعاد الكرة. خلال هذه المدة استطاعت زوجة أبي أن تفسد العلاقة بيني وبين أبي. وبدأت أطيل فترة الغياب عن البيت ٦ أشهر مما جعل الوالد يطالبني بالتطليق. مع أن زوجتي طيبة وتحبه كثيرا. قررت أخيرا ألا آخذها إلى أهلي وأكتفي بزيارتهم وحدي حتى تفرج. لا أريد أن اظلمها بالطلاق ولا أريد أن أكون عاقا لوالدي. وأعتقد أن الأمور سوف تتحسن بزواج أختي. هل أنا صائب في قرار زيارة أهلي بمفردي لأنهم لم يعودوا يريدونها ولا يسألون عنها ولو بالهاتف حتى وإن كانت مريضة؟ أرجو أن تشيروا علي. ولكم خير جزاء]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

إن كان الحال ما ذكرت فقد يكون الأولى أن تزور أهلك بمفردك، والواجب عليك أن تحرص على بر أبيك وصلته وإن أساء، وما دامت زوجتك صالحة فلا يلزمك طاعة أبيك في أمره إياك بتطليقها.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الواقع ما ذكرت فإننا نرى أنك قد أصبت في ما قررت من زيارة أهلك بمفردك لأن المصلحة تقتضي ذلك فيما يبدو، ونوصيك بالحرص على بر والدك على كل حال، فإن بره باق وإن أساء، وانظر الفتويين رقم: ٨١٧٣، ١٠٤٤٧٣. وأما أمره لك بتطليق زوجتك فإن كانت زوجتك صالحة كما ذكرت فلا يلزمك تطليقها ويمكنك أن تراجع الفتوى رقم: ٧٠٢٢٣.

ونوصيك بتحري الحكمة على الدوام كلما طرأت مثل هذه المشاكل، وأن تسعى في إزالة كل ما من شأنه أن يعكر صفو العلاقة بين زوجتك وأهلك، فإن الشرع قد حث على حسن العشرة بين الأصهار.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ ربيع الأول ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>