للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الشعور بالكره نحو الوالد وذكره بالسوء بعد موته]

[السُّؤَالُ]

ـ[ذكر مساوئ الميت..... والدي متوفى وكان قاسيا جداً معنا وبخيلا جداً صنع لنا حياة الفقر والحرمان على الرغم من وجود المال الكثير عنده وكان ينفق المال بما لا يرضي الله (في الزنى) ... الآن وبعد مماته أنا لا أحبه ولا أذكره بخير وقليل جداً أقرأ له سورة الفاتحة, مع العلم قبل وفاته مرض ٨ سنوات بالشلل النصفي وأنا كنت أعتني به عناية كاملة. فهل يحل غضب والدي علي وغضب الله وكما يقال لا أعيش برغد أبداً، علما بأن بعد وفاته ختمت له القرآن مرة واحدة.... فأرجو الرد مع الشكر؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان كرهك لأبيك مجرد شعور يراودك في نفسك لما ذكرت من ظلمه وبخله وتفريطه في حق الله دون أن ينعكس ذلك على تصرفك تجاهه بالسب والعقوق ونحوه، فلا حرج عليك إذ لا مؤاخذة على المرء في مجرد الشعور فإنه لا إرادة له فيه وإنما يؤاخذ على كسبه وما تعمد إليه.

وأما إن كنت تذكرينه بالسوء وتتحدثين بمثالبه في المجالس فلا يجوز لك ذلك، وهو من عقوقه بعد موته وله حرمة الأبوة وحرمة الموت فلا تذكريه إلا بخير. واجتهدي في الدعاء له وصلة أحبابه، واسئلي باقي أسرته بمسامحته على ما ذكرت فهذا خير لك وأولى، وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: ١٦٤٠٤، ٢٣٧١٦، ٢٦٧٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٥ ربيع الأول ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>