للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الدابة من المغيبات التي يجب الإيمان بها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أسأل عن الدابة التي يقال عنها إنها من علامات الساعة؟ ما قصة هذه الدابة وما هي علامات ظهورها؟

جزاكم الله عنا كل الخير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الدابة من الأمور المغيبات التي يجب الإيمان بها ووجودها ثابت بالكتاب والسنة، وسنذكر إن شاء الله تعالى التعريف بها مختصراً من كتب التفسير المعتمدة كتفسير القرطبي وابن كثير والشوكاني في فتح القدير، فقد ذكرها الله تعالى في سورة النمل في قوله تعالى: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوقِنُونَ [النمل:٨٢] .

واختلف في حقيقة الدابة فقيل: فصيل ناقة صالح عليه السلام وهو الذي رجحه القرطبي، وقيل دابة ذات شعر وقوائم يقال لها الجساسة.

كما اختلف في مكان خروجها، وقيل تخرج من جبل الصفا بمكة وقيل بأبي قبيس وقيل بأجياد.

ودلت الأحاديث الصحيحة على خروجها، وأنها من العلامات الكبرى للساعة، ففي صحيح مسلم والسنن من حديث حذيفة بن اسيد قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرفة ونحن نتذاكر الساعة فقال: لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، وعيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، والدجال، وثلاثة خسوف: خسف بالمغرب وخسف بالمشرق، وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق أو تحشر الناس، تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا.

وفي سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تخرج الدابة ومعها عصا موسى وخاتم سليمان، فتخطم أنف الكافر بالعصا وتجلو وجه المؤمن بالخاتم، حتى يجتمع الناس على الخوان يعرف المؤمن من الكافر.

أما علامات خروجها فمنها: فساد الزمان، وإعراض الناس عن أوامر الله تعالى، ورفع العلم، وانتشار العداوة بين الناس، كما في تفسير ابن كثير وفتح القدير والقرطبي.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ صفر ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>