للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم إلزام الوالدين ولدهما بنكاح من لا يريد]

[السُّؤَالُ]

ـ[عندي مشكلة يا سيدي أرجو إفادتي.

المشكلة هي انٌ والدي ووالدتي يلحون علي أن أقوم بخطبة ابنة خالي التي تكبرني بعامين وهم يقولون إنها صاحبة دين ولا أكذب عليك أنا لا أعرفها تقريبا عند اللقاء مجرد السلام لا يدور حديث بيننا دائما لا أجلس معها (أجلس مع الرجال) وبالتالي لا أعرف أيا من طباعها. ولكني لا أجد فيها زوجة لي، استخرت الله ولم أجد في نفسي الموافقة، وهذا الموضوع تسسب في غضب والدي ووالدتي مني، وقالت لي: لو مخطبتش بنت خالك يبقى مش هخطب ليك ولا تقول لي تعالي اخطبيلي.

مع العلم أن والدتي كانت مختارة لي أكثر من فتاة للخطبة وكانت تلح علي باستمرار لخطبة أى منهن (في هذا الوقت لم تكن بنت خالي منهم) ولكن بعد زيارة للبلد الذي والدتي منه فتحت موضوع بنت خالتي وأهملت كل الأخريات ومميزاتهم انقلبت إلى عيوب. لا أدري ماذا أفعل؟ لا أتحمل غضب والدتي مني هي ووالدي؟ ماذا افعل لكي أشرح لهم وأقنعهم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن طاعة الوالدين واجبة في غير معصية الله تعالى وفي المعروف، وينبغي على الوالدين أن يحسنا استعمال هذا الحق بأن لا يأمرا أبناءهما بما يشق عليهم أو يحملهم على عدم البر بوالديهم.

وأما إذا منعت الأم ولدها من الزواج مطلقا أو أرادت أن ترغمه على الزواج بامرأة لا يريدها فإنه لا طاعة لها عليه في ذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وليس لأحد الوالدين إلزام الولد بنكاح من لا يريد. انتهى.

وخير علاج لهذه المشكلة هو توسيط أهل الخير في الصلح والتقريب بينكما مع صدق اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والصلاة والصدقة وغيرها.

قال تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ {البقرة:٤٥} ، وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب. {الطلاق: ٢-٣} .

والله نسأل أن يهيئ لك من أمرك رشدا ويوفقنا وإياك لما يحب ويرضى.

وللفائدة راجع الفتوى رقم: ٦٥٦٣، والفتوى رقم: ٢٠٣١٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ صفر ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>