للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سوء فهم الأم كلام ولدها لا يسوغ ترك زيارتها في بيتها]

[السُّؤَالُ]

ـ[لدى الوالدة خادمة تقوم على رعايتها وخدمتها وتؤانسها حيث إن الوالد متوفى رحمه الله وهي تتحرك في البيت بحرية في حدود الأدب لم يظهر منها أي حركة غير لائقة تصلي وتصوم كل اثنين وخميس وتتحرك في وجودنا نحن الأبناء متى ما زرنا الوالدة بتقديم الأكل أو نحوه ثم تذهب إلى غرفتها أو المطبخ وعادتها في الحجاب المنديل والثياب محتشمة وكنت قد نبهت الوالدة ألا تدخل علي أحد أو تختلط بأحد إلا لحاجة ففوجئت عند زيارتنا للوالدة في الفترة الأخيرة لاحظت أن الوالدة منعتها من الدخول علي أنا الوحيد دون الآخرين من دون سبب يذكر سوى تلك النصيحة، وكانت شديدة الحرص على ذلك بعكس الإخوة الباقين أو أزواج البنات أو أولاد البنات مع أن سني أربعون سنة، والحمد لله محافظ على أمور ديني والوحيد المحافظ أكثر من الغير نسأل الله الثبات، طبعا هذا سبب لي كثيرا من الحرج أمام الكل الصغير والكبير الرجل والبنت لدرجة أحس في عيونهم الشك من أني لأسمح الله لم أتعد على تلك الخادمة أو أني أنظر لها بسوء نية لدرجة أن الخادمة سألت نفس السؤال لماذا هذا التصرف علما أن باقي إخواني وأخواتي لديهم خادمات ولم يحصل لي مثل ما حصل في منزل الوالدة،الأمر عجيب وغريب، صارحت الوالدة بهذا قالت لي احضر مصحفا وسوف أحلف لك أني لا أشك فيك أدنى شك ولا في أخلاقك ولكن هذا طلبك، قلت لها ليس هكذا بطريقة الاستهزاء والسخرية وإثارة الشبه حولي.

حقيقة هذا دفعني أن أبرها عن طريق الهاتف وتقليل الزيارات أو إذا علمت أنها ذهبت عند أحد من الإخوان أو الأخوات أو الخالات زيارة أذهب للسلام عليها لكي لا أتعرض للإحراج في بيتها وخصوصا أنها تكون في الزيارة وحدها.

هل تصرفي هذا صحيح هل البر بهذا الشكل كاف علما أنها راضية عني؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما نصحت به والدتك في شأن الخادمة بأن تتحجب ولا تدخل على الرجال الأجانب إلا لحاجة، كلام صحيح إذ يجب على الخادمة الحجاب كغيرها من النساء، وعدم الاختلاط بالرجال لغير حاجة، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: ٤٤٧٠.

وما فعلته أمك من منع الخادمة من الدخول عليك لعلها لم تقصد به إحراجك أو السخرية منك أو إثارة الشبهة حولك كما ذكرت، وإنما فعلت ما تظنه يريحك ويلائمك.

وعليه فلا ينبغي لك ترك زيارتها في بيتها، والاكتفاء بالاتصال بها بالهاتف، أو مقابلتها خارج بيتها، بل عليك زيارتها في بيتها، والصبر على ما تجده من حرج من هذا الموضوع، إرضاء لله عز وجل وبرا بوالدتك، ويمكن معالجة سوء الفهم هذا، بأن تبين للآخرين، أو تطلب من أمك أن تبين لهم أنها منعت الخادمة من الدخول عليك لأنك نصحت بما سبق، وأنت فيه محق وناصح. وأنه يجب أن يطبق في حق الجميع من الرجال.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ محرم ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>