للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[قطيعة الأهل لإسرافهم في حب الحفيد]

[السُّؤَالُ]

ـ[لي أخ تزوج عندنا في البيت وكنا سعداء جداً به وبزوجته خصوصا أمي وأبي والفرحة زائدة عند وصول أول حفيد وأمي وأخواتي البنات كم كنا سعداء بالطفل وكأنه حدث جميل وإني وأخواتي البنات تكفلنا بكل شيء يخص الطفل وكنا نقول أمام زوجة أخي من كثرة الحب لطفلها أننا سوف نربيه معك وكأنه ابننا لأننا لم نتزوج بعد نحن البنات وقسمنا أمامها فيما بيننا بخصوص الطفل وحملنا جزءا كبيرا من المصاريف عن أخينا وعملنا على راحة أخي وزوجته وكل ما هو في السوق إلا وأخدناه واشتريناه للطفل، وبعد كل هذا الدلع والرفاهية أم الطفل بدأت تدخل فيها الغيرة وكانت تأخذ الطفل من أيدينا وتأخذه منا وتقول لنا هذا طفلي وصارت تلح على أخي بالخروج من البيت بعدما عملت مشاكل كثيرة وفعلا أخي خرج من البيت وكان يقول للناس السبب هو أنه لا يستطيع رؤية ابنه ومداعبته وكل الوقت مع أمي وأخواتي ونحن سيطرنا على الطفل وأمه لا تستطيع أن يكون معها دقيقه واحدة، شيخنا الفاضل حبنا للطفل كبير الذي لا يتجاوز عمره الستة شهور حرمنا أخونا وزوجته من رؤيته هل هذا الشرع يجوز أن يقاطعنا بسسبب الطفل ويهرب من البيت مع الطفل وكل هذا من زوجته جزاها الله خيراً، المهم أنه خرج من حوالي سنة لم يأت إلينا ومر رمضان وأعياد ولم يأت يستسمحنا وخصوصا أمه وأبوه وحرمنا من رؤيته ورؤية طفله الجميل، شيخنا الفاضل سؤالي من هو المخطئ نحن أم هو وزوجته وفوق كل هذا أمي تريد أن يرجع للبيت رغم الجرح الذي تسسبب فيه من قطيعه؟ وشكراً لكم شيخنا الفاضل.]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

لا يجوز لذلك الأخ هجر أهله وقطيعة والديه، فذلك من أكبر الإثم وأشد العقوق ولا يباح له بحال مهما كان، والخطأ منه ومن زوجته إن كانت وراء هجره لكم، وينبغي علاج تلك المشكلة بالتفاهم وتوسيط من له وجاهة عند الأخ ليدع هجره وقطيعته.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن هذا الأخ مخطئ بهجره وقطيعته لأهله فلا يجوز له ذلك مهما كان، وقطيعة الوالدين من أشد العقوق وأكبره إثماً، فعليه أن يتقي الله تعالى في نفسه ويتوب إليه ويصل والديه وإخوانه، وليس ما ذكرت من حبكم للطفل ورعايته يبرر قطيعة يوم، فكيف بقطيعة سنة؟ ّ فقد كان الواجب عليه وعلى زوجته مكافأتكم على حبكم للولد ورعايتكم له بالبر والصلة لا بالهجر والقطيعة.

لكن ربما أنكم أسرفتم في حب الولد مما أشعر أمه بالغيرة، ولكن كل هذا بسيط جداً، ويمكن حل تلك المشكلة بالاعتذار وعدم الإفراط في ملاعبة الطفل وأخذه من أمه إن عاد. ويمكن توسيط بعض من له وجاهة عند ذلك الأخ لعلاج ذلك الأمر وحل تلك المشكلة، وزوجته شريكته في الإثم إن كانت هي السب وراء تلك القطيعة. وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٤٠٤٢٧، ٧٥٢٤٩، ٥٤٥٣١، ٧٢٠٢٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ ذو الحجة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>