للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[آذاها شقيقها الأصغر فهجرته]

[السُّؤَالُ]

ـ[لدي أخ أصغر مني ب ٣ سنين، لا يتكلم معي إطلاقا بأسلوب جميل رغم أني لا أفعل له أي شيء، كل تعامله معي يسبب لي الأذى ويتعبني نفسيا، في آخر مرة اختصمنا على شيء وكان هو البادئ فلم أستطع تحمل الأمر فوبخته فضربني بصفعة على الوجه آلمت أذني جدا وبقيت تؤلمني لمدة أسبوع، منذ ذلك اليوم لا أتكلم معه والمشكلة أن والدته لم تنهه وكذا أبي، وكل ما أتكلم يقولون لي إنني أنا الظالمة لأني وبخته حتى وإن كان هو الذي استفزني أولا.

لم أتحدث معه منذ ٢٠ يوما وأحس أنني أصبحت أحسن لأنني لا أتخاصم معه إطلاقا، وكذا لم أعد أسمع كلامه الذي يؤذيني.

أريد مسامحته لكن لم أستطع. ولا أريد أن أتحدث معه ولكن ضميري يؤنبني لأنني أعرف أنني أغضب الله تعالى.]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

هجر الأخ المسلم فوق ثلاث بغير عذر شرعي لا يجوز، سيما إن كان قريبا كالأخ ونحوه، فيجب عليك ترك قطيعته. لكن لك تغيير السلوك معه وعدم ممازحته اتقاء لشره وأذاه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما حصل هو خطأ منكما معا وكلاكما يتحمل وزره ومسؤوليته. فمن حق أخيك عليك أن ترحميه لصغره فلا تؤذيه، ومن حقك عليه أن يوقرك لكبرك فلا يتطاول عليك بلسانه ولا بيده.

والآن وقد كان ما كان فإننا ننصحك بترك القطيعة لكونها محرمة شرعا، والهجر فوق ثلاث محرم شرعا أيضا إلا لعذر ولا عذر لك في ذلك، فسلمي عليه مهما لقيته وكلميه عند الحاجة، لكن إن أردت تغيير السلوك معه كعدم ممازحته والتقليل من مخالطته اتقاء لشره وتأديبا له فلا حرج عليك في ذلك، ولعله الأسلوب الأمثل في مثل ذلك.

وعلى الوالدين أن يقوما بالنصح والتوجيه لكل منكما، ويلاحظا تصرفكما، فمن وجدا منه خطأ على الآخر قوماه وأرشداه.

وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٦٥٢٣١، ٣١٧٤٩، ١٦٧٢٦، ٤٠٤٢٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ ذو القعدة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>