للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مدى تعلق قطع الرحم بتأخر الزواج]

[السُّؤَالُ]

ـ[الأخوة الأفاضل:

لي أختي لديها ٥ بنات أكبرهن عمرها ٢٩ وأصغرهن ١٩ يمتلكن الخلق الحسن والسمعة الطيبة وملتزمات ومتعلمات، لم تتوفق إحداهن في الزواج..وأنا هنا طبعا سأختصر الكثير الكثير من شرح المعاناة الطويلة التي عاشتها أختي بسبب عدم توفيق أمر الزواج لهن ولا زالت تعاني.

.. اختصار الأمر هو أنه يأتي الخاطب وتعجبه ابنة أختي وأهله تعجبهم لكنهم لا يعودون ويستمر هذا الحال على هذا الشكل لعدة سنوات.

إن الأمر هذا إخوتي الأفاضل قد أثر على نفسية أختي دائما نذكرها بالله وأن الله على كل شئ قدير ترد وتقول اعلم هذا كله ونحن نعلم أنها مطيعة لله ولأوامره وتفعل الخير الكثير وبارة بوالديها وإلى آخر ذلك....

هنالك أمر ما دائما يأتي في ذاكرتي وأقول ربما هذا هو السبب الرئيسي الذي يقف عائقاُ في طريق زواج بنات أختي وهو أن أختي هذه بالرغم من التزامها وسمعتها الطيبة وخلقها الحسن إلا أنها كانت منذ بداية زواجها شبه قاطعة لأهل زوجها وإني لأرجو الله تعالى أن لا تكون بقصد مباشر أو غير مباشر قد أدخلت تلك القطيعة إلى قلوب بناتها وخاصة أخت زوجها لأختي فهي أخته الوحيدة ومتزوجة فقد كانت أختي منذ زواجها تسكن في قطر عربي آخر وعندما تأتي في إجازتها السنوية لوحدها بدون زوجها تأتي عند أهلي ولا يكون بنيتها أن تذهب لزيارة أهله إلا عندما يلفت انتباهها لذلك أحد والدي وتذهب كالضيفة عند أمه وأبوه وتذهب لأخته.. هكذا رفع عتب كما يقولون..

هي الآن استقرت في البلد أي أتت من الغربة ولها عدة سنوات لم تكن خلالها تزور أقارب أهل زوجها طبعا في المناسبات فقط من عيد او موت وهكذا.

طبعا حجتها في ذلك أنهم يتصفون باللؤم وذوي مصالح وكثير من هذه الأمور. فاتني أن أذكر أن زوجها لا زال في الغربة وهي مع بناتها في البلد. عندما كانت تراني كيف أعامل أهل زوجي بالرغم من قسوتهم وإحداث المشاكل لي ومع زوجي تنكر علي ذلك وكنت أسكن معهم وأتحمل الكثير الكثير، فتقول لو كنت مكانك لا أسكت لهم فأرد عليها يا أختي هكذا تكسبي رضا الله ورضا زوجك واحترامهم لك ولو بعد حين، كانت دائما لا تعير كلامي وتعليماتي مع أني أصغر منها سناُ وتصفني بالهبل. وأذكرها بقول الله تعالى" ادفع بالتي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"

لم يفلح معها شيء في أن تغير من حالها مع أهل زوجها الى هذه الساعة.

هل حقا برأيكم ربما هذه القطيعة هي العائق الذي يقف أمام تيسير زواج بناتها؟

وأسأل الله تعالى لكم السداد والتوفيق.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن صبر الزوجة على أذى أهل زوجها وتغاضيها عن مساوئهم وإكرامها إياهم من حسن عشرة زوجها وإكرامه، وهو أولى من مناوأتهم ومجازاتهم على سيئهم بمثلها ...

ولكن القطيعة تنتفي بالسلام والاتصال الهاتفي والزيارة في المناسبات ونحوها. ولا تجب زيارتهم في كل أسبوع ولا كل شهر، وإنما المحرم هو القطيعة والهجر، وبناء عليه فلا نرى أن تلك المرأة قاطعة لرحم زوجها لأنها تصلهم في المناسبات وغيرها.

وأما عدم زواج بناتها مع ما ذكرت عنهم من الخلق والدين ممن تقدموا إليهم فلعل الله ادخرهم لما هو خير لهم وأفضل. قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:٢١٦} .

ولايلزم أن يكون سبب تأخرهم عن الزواج ماذكرت، بل ولو كان قطيعة لما تعين أن يكون تأخير زواج البنات المذكور عقوبة عليه. هذا مع التنبيه إلى أن شؤم المعصية قد يتعدى، وأن المرء قد يحرم الرزق بسبب الذنب. وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٤٣٧١٤، ٢٣٧٩٣ ٢١٨٥٨ ٦٠٢٥٧ ٦٤٦٨٦

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ ذو القعدة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>