للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[صلة الرحم هل يمكن أن تمنع قبول التوبة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أخيرا والحمد لله تبت إلى الله في ليلة ٢٣ رمضان من ذنوب كثيرة عظيمة وفي صباح اليوم نفسه جرى حوار فيه فتنة لي وهو أن أخي يود الذهاب مع أبي في العيد لزيارة الأقارب وأنا وإياه نحب ذلك وأنا أعلم أن من شرار الناس يوم القيامة الذي يغضب الناس فأخشى أن يكون ذلك سببا في عدم قبول التوبة السابقة وأن يرغم أنفي بسبب زوال رمضان ولم يغفر لي مع ملاحظة أني أخاف الشرك فبعض الأحيان أظن أن الفعل السيئ إغضاب أخي وأن أذهب أنا لأني أكبر منه أن هذا الفعل بذاته قد يضرني فأنا حائر إن اخترت الذهاب أو لا أقع في مشكلة الشرك أيضا فهي مشاكل تلو مشاكل أخروية لا أقصد الدنيوية وأرجو عدم إحالة سؤالي إلى سؤال آخر يشبهه.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا نهنئك بالتوبة، ونسأل الله القبول والمغفرة، ثم إنا نفيدك أن الأصل في زيارة الأرحام والأقارب أنها عبادة يثاب عليها فاعلها ما لم يقع فيها محظور شرعي نظرا للأحاديث المرغبة في ذلك.

ومنها حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه. رواه البخاري وحديث: لا يدخل الجنة قاطع رحم. متفق عليه.

فلا تظن أن صلة الرحم المضبوطة بالضوابط الشرعية سبب في عدم قبول التوبة ولا في إغضاب الناس بل إن في المصافحة بين الأقارب إدخال السرور عليهم وهي سبب لغفران الذنوب كما يدل له الحديث: ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا. رواه أبو داود. ثم إن الخوف من الشرك والتحرز منه أمر ضروري ما لم يؤد للوسوسة والأوهام، وعليك بالعمل بحديث البخاري في الأدب المفرد الذي صححه الألباني: والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره، قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ شوال ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>