للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[يبغض والديه لأذاهما بدون عقوق ولا إساءة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب ملتزم بفضل الله.

مشكلتي أنا مع والدي ووالدتي أنهما لا يرضيان من أي شيء نقدمه ويريدان التحكم بنا وبأولادنا. ومهما قدمت لهم من بر فإنهم عند أي خطأ ولو كان صغيرا ينسيان كل ما قدمت لهم سابقا وقد تعدى الأمر إلى سوء ظن بنا وبزوجاتنا وكذلك إلى ظلم صريح منهم لزوجاتنا. ولم أعد أحتمل كثيرا من تصرفاتهما لدرجة أنني أصبحت لا أملك أن أحبهما وكثير من الناس يتحدثون عنهم بالسوء، ولولا مخافة الله لتركتهما مع العلم أنهما لا يستجيبان لأي نصيحة بل يقابلونها بالرفض الشديد ويعتبرونها نوعا من العقوق، أن تراهما على غير الحق، لا أدري ماذا أفعل معهما.

١) هل أنا آثم لأني أصبحت لا أحب والدي ووالدتي؟ مع العلم أنني لا أسيء لهما بلسان أو غيره.

٢) كيف أدفع الظلم عن زوجتي مع العلم أن والدي لا يتقبلان أي فكرة للدفاع عن زوجتك؟

٣) كيف أحقق البر الذي يرضاه ربي معهما؟ هل أقدم لهما ما أرى أنه بر؟ وأترك الأمور على ما هي عليه؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما تجده من شعور تجاه والديك كبغضهما لا إثم عليك فيه لأنك لا تملكه ما لم تكن تتعاطى سببه أو تظهره، ويجب عليك دفعه وعدم إظهاره لهما مهما كان منهما تجاهك أو تجاه زوجتك، ويمكن نصحهما ووعظهما وتخويفهما بالله وبيان الحق لهما بالحكمة والموعظة الحسنة والأسلوب الهين اللين دون جدال أو رفع صوت أو تعنيف وليس ذلك من العقوق، كما يمكنك إبعاد زوجتك عنهم في سكن مستقل بحيث لا تراهما ولا يريانها فتنقطع أسباب الخصام والشحناء، كما ينبغي لها هي أن تتجنب ما يثيرهما ويهيج غضبهما، وتسعى في برهما لأن ذلك من برك، والزوجة الصالحة ينبغي أن تكون كذلك فتحسن إلى أبوي زوجها وتكرمهما وتعين زوجها على برهما، وانظر الفتوى رقم: ٢٧٠١٩، والفتوى رقم: ٢٨٥٤٣.

ولمعرفة حدود البر وضوابطه انظر الفتوى رقم: ٢٥١٠، والفتوى رقم: ٢٣٨٣.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ رمضان ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>