للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا يحق للأم منع أولادها من صلة أبيهم وبره]

[السُّؤَالُ]

ـ[أرجو من فضيلتكم نصحي

نحن خمس أخوات انفصل أبونا عن أمنا ونحن الآن نسكن مع أمنا وهي التي قد تحملت نفقاتنا من سكن ولبس وغذاء وتعليم وعلاج، أما أبونا فقد تنحى تماما عن مسؤوليته حتى قبل انفصاله عن والدتي، وبعد الانفصال سكن أبونا بعيدا في نفس المدينة التي نسكنها، فقد بنى بيتاً وعرض علينا أن نسكن معه ورفضت أمي هذا العرض.

ومشكلتنا الآن هي أن والدتنا تتضايق جداً عند زيارتنا لوالدنا ونحن لا نزوره إلا في الأعياد تقريباً (مرتين في السنة) وحجة والدتنا هي أن المكان بعيد وشاق ونحن بنات لوحدنا. كذلك عند زيارتنا له تسألنا عن كل صغيرة وكبيرة تحدثنا فيها وتقوم بالتعليق والاستهزاء به وتستمر هذه الحالة مدة يومين تقريباً من التفكير به وبالمسؤولية التي ألقاها عليها، حتى في المحادثات الهاتفية فإنها تصر على سماعها وتسأل عن الحوار الذي دار في الهاتف اعتقادا منها أنه يتحدث عنها. وقد حاولت العديد من المرات الذهاب لزيارة والدي في الخفاء دون علمها لكنها كذلك قالت إنها لن تسامحنا أبداً طيلة حياتها إذا قمنا بذلك دون علمها.

فما رأيك يا فضيلة الشيخ بهذه المشكلة؟؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن طاعة الأم بالمعروف واجبة وبرها من أعظم القربات، ولكن لا يحق لها أن تمنع الأبناء من صلة أبيهم وبره، وليس على الأبناء طاعة أحد الأبوين في قطيعة الآخر؛ لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: لا طاعة في المعصية إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه.

ولذلك فإن عليكن أن تتلطفن بأمكن وتحسن إليها، وتبين لها أن صلة الأب وبره واجب شرعي ولا يجوز لكنَّ قطيعته، كما أن برها هي وطاعتها واجبة، ولكن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

ويمكنك أن تطلعي على المزيد من الفائدة في الفتوى: ٢١٢٤٧، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ جمادي الثانية ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>