للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا يترك الأخ صلة أخته وإن أساءت إليه]

[السُّؤَالُ]

ـ[لدي شقيقة كبرى تقوم بتأليب أمي علي ويعلم الله أني من أشد إخوتي براً بها بشهادة والدي لكن هذه الأخت سامحها الله تفعل هذا الأمر من أجل المال، لأنها لا تريد تزويج أختيها ولما علمت برغبتي في هذا الأمر أخذت تعمل كل ما بدا لها من أمور لتأليب قلب أمي علي مستشهدة بما أقوم به من مساعدة الأيتام والأرامل وأن هولاء الناس هم الذين جعلوني أبعد عن طاعة والدتي، علما بان مرتب زوجها يتجاوز٤٥٠٠ ريال وأن أختي المعلمة تقوم بإعطائها أكثر من ألفي ريال شهريا لذا فإنها حريصة على شراء الذهب والأغراض الكمالية، كما جعلت الكثير من الناس يحجبون عن زيارة والدتي، علما بأن الوالدة إنسانة طيبة بشهادة الجميع ألا إن استجابتها لما تأمرها به شقيقتي جعل الناس يصدون عنها، الآن أنا أحجمت عن زيارتي لهذه الأخت، سؤالي هو: هل علي إثم وما النصيحة التي توجهونها إليها، وماذا أفعل؟ وجزاكم الله خير الجزاء.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن بر الوالدين من أعظم الواجبات وآكدها، وخاصة الأم. وما ذكرت من المحافظة على بر أمك هو خير عظيم تشكر عليه وتؤجر عند الله تعالى. والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى هو المحافظة على بر والديك، وصلة رحمك، والترفع والتغاضي عن ما تقوم به أختك، ولا ينبغي أن يحملك ذلك على مقاطعتها أو الرد عليها بمثل فعلها ... ففي صحيح مسلم قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو إليه سوء معاملة أقاربه له فقال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فإنما تسفهم المل (الرماد الحار) ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. وروى البخاري وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها.

وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي ذوي أرحام أصل ويقطعوني، وأعفو ويظلمون، وأحسن ويسيئون، أفأكافئهم؟ قال: لا، إذاً تتركون جميعاً، ولكن خذ بالفضل وصلهم، فإنه لن يزال معك ظهير من الله عز وجل ما كنت على ذلك. رواه أحمد.

وبإمكانك أن توجه إليها بعض الأقارب الذين تثق بهم لنصيحتها بالكف عما تقوم به.

وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: ٥٤٢٠٢، والفتوى رقم: ٢٥١٣٦. نسأل الله تعالى أن يصلح الجميع.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ ربيع الثاني ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>