للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[آداب نصح الأم]

[السُّؤَالُ]

ـ[دائما أنا وأمي على خلاف والسبب كثرة حبها للكلام ومعرفة الناس لأخبارنا وأنا أحب كتمان أي شيء خاص بنا وإتمامه في سرية ولتعارضنا الدائم ذلك يجعلها دائما غضبى مني في معظم الأوقات وأنا نفسي أن أكون بارة بوالدي فماذا افعل لإرضائها؟

مع العلم أني للأسف في أحيان كثيرة أضطر للرد عليها.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعلى الأخت السائلة أن تعلم أن حق الوالدين عظيم عند الله تعالى، فقد قرن الباري جل وعلا الأمر بعبادته وحده لا شريك له بالإحسان إليهما، قال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {النساء: ٣٦} وقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً {الإسراء:٢٣}

وحق الأم آكدٌ في البر والإحسان، قال تعالى: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ {لقمان: ١٤} وقال تعالى: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً {الأحقاف: من الآية١٥} .

وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك.

فلذلك عليك أن تتحلي بسعة الصدر والتحمل والصبر، مع والدتك والتغاضي عن زلاتها، وحاولي قدر استطاعتك أن تكوني بارة بها هينة لينة الجانب في التعامل معها، ولا مانع من نصحها وإرشادها بلا رفع صوت عليها ولا تخطئة ولا كلام يؤدي إلى غضبها أو يفهم منه عدم احترامها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ ذو القعدة ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>