للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يترك الزواج من ثانية طاعة لوالديه مع حاجته إليه]

[السُّؤَالُ]

ـ[الإخوة مسؤولي هذا الموقع:

إخواني وأحبائي عند الله الموضوع الذي أريد فيه فتوى وتكون فتوى إن شاء الله مناسبة وصحيحة..... المهم هو أني رجل ابلغ من العمر ٤٥ سنة ومتزوج منذ ١٣ سنه ولم أنجب أطفالا والسبب مني وليس من الزوجة وحاولت أن أجد أطفالا أيتاما لكي أنعم بالأجر الكبير على ذلك , وبعد التفكير العميق مع زوجتي وصلنا إلى اتفاق وهو أن أتزوج من إنسانة يكون زوجها قد توفي ويكون لها على الأقل طفلان وشكرا لله ثم لزوجتي حيث وافقت على هذا الرأي واستمررنا في البحث عن هذه الزوجة المناسبة وشاءت الأقدار إلى أن نصل إلى امرأة توفي زوجها في حادث سيارة ويرحمه الله ويتقبله برحمته الواسعة. ولهذه السيدة بنتان وعندما توفي زوجها كانت حاملا بالبنت الثانية وقد أنجبتها والحمد لله يعني لديها بنتان , وأبدأ بالمشكلة الكبيرة التي واجهتني الآن وأنا في غاية الحيرة من أمري وهو عندما سمع أبي وأمي وإخوتي بالموضوع جن جنونهم ولم يتقبلوا الموضوع من أساسه رغم أن أبي وأمي من الناس الذين يعرفون كفالة اليتيم وأيضا تمتعوا بالحج أكثر من مرة وقد عارضوني وبشدة إلى درجة أنهم قالوا اذا تزوجت من أخرى ولديها أطفال سوف تحرم علينا ولن تكون لنا ابنا ولا نعرفك بعد ذلك. إخواني زوجتي موافقة وأنا أريد الأجر والجنة وأحب الأطفال، علما بأن السيدة الأرملة موافقة حتى على إعطاء زوجتي تربية البنت الصغيرة والتي عمرها لا يتجاوز الشهر ونصف الشهر وأريد لهما الخير مع بعض وأريدهما كالأخوات ومن حب زوجتي لي وموافقتها على ذلك قالت لو تزوجتها ستكون لي أختا علما بأنه لا أخوات لزوجتي فهي تراها في مرتبة الأخت. المهم الموضوع غاية في التعقيد بالنسبة لي أريد النصح منكم والفتوى هل أذهب قدما حتى مع معارضة أبي وأمي وهل أعصيهم في هذا، هل من حقي أمام الله أن أعصيهم في أمر كهذا وماذا يقول الحق والدين والشرع وحكم الله في ذلك. إخواني موضوعي صعب ولذلك أرجوكم إفادتي والرد بأفضل الرأي والمشورة بدون غضب الله علي وتفهموا موقفي وصعوبته وكل ما أريده بالدرجة الأولى الأجر في كفالة اليتيم ورعاية السيدة أمهن كزوجتي بالضبط في كل الحقوق، أسعفوني بالحل والرد السريع جزاكم الله خير الإحسان والثواب. والسلام عليكم أخوكم يوسف زائد العموري من ليبيا وفى انتظار ردكم، وأرجو أن لا تتأخروا في الرد ودمتم عوننا دائما لكل سائل.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى على السائل الكريم خطورة كسر خاطر الوالدين والوقوع فيما يغضبهما، وأهمية برهما والمحافظة على إرضائهما، إذ أن رضى الرب في رضى الوالدين وسخطه في سخطهما، فمخالفة أمرهما الذي لا معصية فيه صاحبها على خطر عظيم ولاسيما إن كان فيها ما يؤذيهما أو يغضبهما، ولكن لا نستطيع أن نجزم بوجوب طاعة أمرهما في هذه المسألة وأمثالها، ذلك أن فيها فوائد كثيرة ومصالح جمة للسائل وللأيتام ولأمهما، وقد يتعذر على السائل وجود زوجة تقبله غير هذه الأرملة لما ذكر عن نفسه فيكون في منعه منها إضرار به، ولا ضرر ولا ضرار.

وعليه، فإنا ننصح الأخ بمحاولة إقناع والديه يرغبته وكفالة هاتين البنتين والزواج بأمهما، ويشرح لهما ظروفه كلها، فإن اقتنعا فذلك المطلوب، وإن لم يقتنعا وأصرا على موقفهما فليبحث عن زوجة أخرى لا أولاد لها تفاديا لسخط والديه وتجنبا لقطع الرحم، أما كفالة البنتين فبإمكانه أن يقوم بها وهو غير متزوج بأمهما، ولمزيد من الفائدة في موضوع بر الوالدين واختلاف أهل العلم في ضابطه نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: ٧٦٣٠٣.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ ذو القعدة ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>