للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[نصيحة الأب المسيء وعدم الإساءة إليه]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل سيحاسب الأب على عقوق أبنائه بمعنى هل سيحاسب على ما يسبب لهم من مشاكل بإعلانه عن مشاكله الزوجية والخاصة بالمعاشرة الزوجية في كل مكان مما يسسب الإحراج لأبنائه مع العلم أنه تم تحذيره عدة مرات ومرات وعلى العلم من أنه مريض لا يستطيع ممارسة الحياة الزوجية؟ وهل سيحاسب على عدم حنوه على أبنائه وعدم الرحمة بهم بتفضيله نفسه في كل شيء في الأكل الشرب الملبس مساوئ عدة مع العلم أنه يوجد حديث يقول ساعدوا أبناءكم ليبروكم ولكنه لا يساعدنا فهل علينا من ذنب؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجب أن يعلم أولا أن للوالد حقا عظيما على ولده فيجب على الولد بره والإحسان إليه وتراجع الفتوى رقم: ٣٥٧٥ ولو قدر أن أساء الوالد فلا يجوز للولد الإساءة إليه, وإلا كان ذلك منه عقوقا له, وتراجع الفتوى رقم: ٥٦٤٤٧.

ثم إن من أعظم البر والإحسان إلى الوالد نصحه إذا أساء بأسلوب فيه رفق ولين وحرص وشفقة عليه, والأولى أن يتحرى الأولاد الاستعانة بمن يرجى أن يكون لقوله تأثير على والدهم, وقبل ذلك الاستعانة بالله تعالى أن يصلح شأنه خاصة وأن ما يقع فيه أمر عظيم إن ثبت ذلك عنه, روى مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها. وتراجع الفتوى رقم: ١٢٩١١.

وإن كان المقصود بالعقوق المذكور ما يسببه الأب من أذى وإحراج لأولاده فهو مؤاخذ بذلك, وإن كان المقصود عقوق أبنائه له بإساءتهم إليه فقد يكون مؤاخذا أيضا بتسببه في ذلك، والواجب على الأب الإنفاق على أولاده الصغار الذين لا مال لهم فإن قام بذلك فقد أدى ما عليه وما زاد على ذلك فهو مستحب, وتراجع الفتوى رقم: ٤٦٠٩٠.

وليس للأولاد الاعتراض على ما ينفق على نفسه إن لم يخرج ذلك عن حد المشروع, وأما اللفظ المذكور: ساعدوا أبناءكم ليبروكم ... فلم نعثر عليه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو موقوفا على غيره ولكن قد روى ابن حبان في كتاب الثواب عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رحم الله ولدا أعان ولده على بره. وقد ضعفه العراقي في تخريجه لأحاديث الإحياء للغزالي. ومضمون الحديث صحيح إذ إنه ينبغي للآباء أن يكونوا عونا للأبناء على برهم. ومع هذا إن لم يفعل الأب فلا يجوز للابن عقوقه وإلا كان آثما.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ جمادي الأولى ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>