للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أفضل الصلة بعد موت الرحم]

[السُّؤَالُ]

ـ[كان لي عم يعيش وحيدا قل ما يزورنا في الأعياد، مند صغرنا ونحن لا نعلم عنه شيئا وهو يجهل عنا أشياء، وجد مؤخرا ميتا في بيته في مدينة لا تبعد كثيرا عن المدينة التي نعيش فيها نحن، عندها شعرت بمرارة الندم، كيف أصله ميتا، وهل لي أن أستغفر له عن قطعنا الرحم جميعنا، مع العلم أنه لم يترك ذرية تدعو له،

الندم يؤرقني، ساعدوني، وجزاكم الله كل خير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن صلة الرحم أمر مرغب فيه شرعا، فقد حث عليه الدين الحنيف، ونهى عن كل ما من شأنه أن يؤدي إلى قطع الرحم، والقرآن الكريم والسنة المطهرة مملوآن بالأوامر والنواهي التي ترشد إلى صلة الرحم، وتنهى عن قطعها، ويكفي في التحذير من قطع الرحم أن الله تعالى قرن قطعها بالفساد في الأرض، فقال: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ {محمد:٢٢} .

وفي الصحيحين، واللفظ للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن، فقال لها: مه. قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة. قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك. قالت: بلى يا رب. قال: فذاك. قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ. وكفى بهذا زاجرا عن القطيعة. وحقيقة صلة الرحم أن تصلها إذا قطعت، كما في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها.

وعليه.. فإن كان بإمكانكم صلة عمكم، ولكنكم قصرتم، فعليكم التوبة من ذلك، وإلا فلستم مقصرين، وعموماً فينبغي أن تكثروا من الدعاء له بالمغفرة والرحمة، وأن يتجاوز الله عنه، وذلك من أفضل الصلة بعد موته، وفقكم الله لما فيه الخير.

والله أعلم

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١١ ربيع الأول ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>