للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تضحية المرأة للحفاظ على بيت أختها]

[السُّؤَالُ]

ـ[لا أعرف ماذا أقول ولكن سوف أدخل في صلب الموضوع لأني أخاف أن لا تكفيني الحروف لأن كلامي كثير جدا لقد كنت في العشرين من عمري وبالتحديد كنت٢٠-٢١ وكان لدينا أقارب ولكن من بلد عربي آخر أي من بلد أمي، وجاء يوم من الأيام دخلت أمي من السفر ودخل معها أولاد خالتي الذين لم نعرفهم على كبر، وكان أحدهم خطيب أختي والذي هو زوج أختي حاليا، وأنا أريد أن أتحدث عن هذا الزوج بالتحديد لأنه سبب أزمتي وحالتي النفسية وتأنيب ضميري إلى يومنا هذا، ولكن كنت أعيش في سلام إلى أن جاء هذا اليوم الذي أنا مرضت فيه وذهبت إلى الدكتور فوجدته أول من فزع وقام معي ولكن لم أهتم لهذا الأمر لأني كنت أتوقع أنني ابنة خالته ويخاف علي وبالرغم أنه كان يلفت نظري في كثير من الأشياء فقلت لنفسي إنه مجرد اهتمام إلى أن قرر الدكتور أن يجري لى عمليه سريعه جدا فرأيته يزداد اهتمامه بى ونظراته الغريبة التي كنت أكذب نفسي فيها لأنه سوف يصبح زوج أختي وكنت أتهرب وأكذب وكان معي خطوة بخطوة إلى أن دخلت غرفه العمليات وعندما خرجت فعلا وجدته لم يفارقني فأتى إخوتي لزيارتي فسألتهم ماذا قلت وانا تحت تأثير البنج قالوا لم ندخل فجاء هو وقال لي إنه كان معى ولم أذكر سوى اسمه، في الحقيقية لم أصدقه مع نفسي لأنه لم يؤثر في إلى هذه الدرجة، المهم أنه زاد اهتمامه بي أكثر من اللازم إلى أن فعلا أحببته فقلت مع نفسي إنني أحبه حبا أخويا لأنه بصراحة سيدي لم أتعامل مع رجل قط بحياتي ويعاملني بهذا الحنان والرقة حتى من أبي وإخوتي فوجدت نفسي أحبه أكثر يوما بعد يوم، وعندما كبرت هذه العلاقة بدأت حالي تسوء أكثر نفسيا وصحيا وبدأ يحكي لي أنه لا يريد أختي إنما هي فرضت عليه من قبل أمي وأمه وإنها أصبحت له أمرا واقعا وكان يشكو لي من أسلوبها الجاف وعصبيتها ولكنه يقول إنه أمر واقع ولا يستطيع تغييره وكان يقول لي كل سلبيات أختي إلى أن كرهتها وبعدها سافرت وتزوجت أختي منه فقلت يكفي أنا هنا دوري في هذه اللعبة التافهة انتهى، فاتصلت بأختي أبارك لها فوجدتها حاملا وبعد فترة طويلة ولدت أختي فاتصلت بها لأبارك لها على ولده وأحمد لها الله على السلامة فوجدته هو لوحده فراح يقول إنه قد اشتاق لي ويرد الحديث معي فأنا قلت له إنه لا يجوز وأنا لم أعد صالحة لك فوجدته ملحا ولكن لم أهتم فقلت لنفسي إنه يجاملني إلى أن جاء هو وأختي وولده وأنا كنت أشتغل وكنت أجده في المحطة في الصباح ويذهب معي وأجده في نهاية الدوام يوميا وكان دائما يحكي لي عن أختي وأنه يحلف ويقسم أنه لم يعد يحبها ويقول لي سوف لن أنجب أخا أو أختا إلا منك أنت فأنا أحبك أنت ويبكي كثيرا ويقول لي لا تبعدي عنى لأني أجد فيك ما أفتقده وأنا أضعف وأكره أختي ولكن عندما أكون معه أكره أختي كثيرا وعندما أكون مع أختي أجد نفسي أني أحبها وأني أظلمها إلى أن قررت أن أخرج من حياته وحياة كل عائلتي لأنه كان يعوقني تماما فسافرت دون أن يعرف أحد أين أنا، عندها جاءوا ليسألوا عني فأختي عرفت كل شيء من البنات الذين كانوا معي في العمل فطلبت منه الطلاق فراح يكذب علي ويقول إنه أنا الذي كنت ألاحقه وأريده أن يتزوجني رغما عنه وراح يبكي لأختي فهي مسكينة لا ألومها صدقته وكرهتني تماما كما كان يفعل معي والآن سيدي الفاضل أختي إلى يومنا هذا تكرهني ولا تسأل عني وأنا الندم يأكلني كل يوم وهو يعيش مرتاحا ولأن أختي سافرت معه إلى بلده وأنا هنا يأكلني الندم والقهر وأريد أن أقول لأختي وأجعلها تقرأ كل رسائله التي أرسلها لي وبعدها سوف تطلب الطلاق فهل أكون أنا من أفسد حياتها أم أسكت ولا تسامحني أبدا طوال حياتي لأنها لن تكلمني إلا إذا عرفت كل شيء فهل أكون ظالمة، فماذا أفعل أرجوك سيدي ساعدني أنا أعرف أني كنت غبية وساذجة ولكن الآن أفقت وأريد أن أصلح أخطائي هل أتكلم وتنفصل أو نظل أنا وأختي على انقطاع دائم أرجوكم المساعدة سيدي مع العلم أني الآن أبلغ من العمر ٢٥ عاما وقد حدث كل هدا منذ حوالي أربع سنوات أو خمس لا أذك، ر وكل من يعرف بقصتي يلومني إلى درجة كل يوم أكره نفسي أكثر وأكثر أنا لا أقول هذا لكي لاتلومنى بالعكس ولكن أريد النصيحة المفيدة المقنعة، والله والله والله محتاجة إلى دعاتك ودعوات كل من تعرفه تقيا ادع لي بالهداية، أنا اسمي عزيزة بنت محمد بنت زينب ادع لي باسمي أرجوك سيدي، ادع لي بالهداية، باسمى أرجوك لأني متعبة جدا جدا جدا، لقد أرسلت لكم ولكن كانت رسالة مختصرة ولم يكن الرد شافيا، وأسأل الله لك الجنة وشفاعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك التوفيق والسداد والصلاح، وننصحك بأن تعرضي عن التفكير في هذا الأمر، وتصلحي حالك مع الله تعالى ليصلح الله حالك مع أختك وغيرها، ونرى أنه لا ينبغي أن تخبري أختك بما فعل زوجها، فإنه وإن كان يلاحقك فأنت أيضاً شريكة له في الخطأ، إذ كان ينبغي أن تقفي موقف المسلمة الخائفة من ربها الحريصة على دينها الحافظة لحيائها، فتردعيه عن تصرفه السخيف، وعمله الشنيع، وأما الآن فإن فضح الأمر لا ينبني عليه مصلحة، بل في غالب الظن أن المفسدة فيه أكبر، فيكفي أن تعتذري لأختك وتوسطي من ترين توسيطه من الأقارب، وبأن الأمر فيه لبس لا حاجة إلى تفصيله، وتكتفي بذلك، ونرى أن غيرتها ستنتهي أو تخف بزواجك، نسأل الله لك الخير والتوفيق.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ محرم ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>