للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[عدم دفع المال للوالدين]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا امرأة متزوجة منذ سنتين، وأسكن في بيت صغير، قبل الزواج اتفقنا أنا وزوجي وأهله على أن نبني بيتا أخر، لأنه لم تكن هناك إمكانية لبناء البيت قبل الزواج، وقد وجد زوجي عملا بصعوبة، أنا الآن أعمل عملا مؤقتأ، ونحن منذ الزواج نحاول التوفير لبناء البيت لأنه يكلف أموالاً كثيرة، علماً بأن لدينا طفلة عمرها سنة، المشكله هي أن أهل زوجي مبذرون في صرف النقود، علما بأن حالتهم المادية متوسطة، وأحيانا يطلبون النقود من زوجي لسداد ديونهم بدلا من أن يوفروا في مصاريفهم الزائدة مثل الرحلات وشراء الملابس دائما حتى من دون حاجتها، وغيرها من المصاريف الزائدة، أبو زوجي يعمل، وأيضا أخو زوجي يعمل ويصرفان على العائلة وهم ليسوا بحاجة لزوجي، ماذا أفعل أنا محتارة فأخاف أن أأثم إذا قلت له لا تعطي أباك نقوداً لأنه سوف يستغل ذلك دون التفكير أننا بحاجة للنقود، علما بأنه يطلب دائما وليس مرة واحدة أو مرتين, أيضا أم زوجي تصرف كثيراً وهذا لا يعجب زوجي وهو يستحي أن يقول لها لا تصرفي لأنها تغضب، هل إذا قلنا لا يوجد معنا نكون نكذب أم ماذا أفعل، وماذا يفعل زوجي كي لا يكون من العاقين لوالديهم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن للوالدين حقا عظيما على ولدهما، لا يستطيع أداءه مهما فعل، ولا رده مهما بذل، وقد جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه رأى في طوافه رجلاً يطوف حاملاً أمه وهو يقول: إني لها بعيرها المذلل. إن ذعرت ركابها لم أذعر، أحملها وما حملتني أكثر، أو قال: أطول، أتراني جزيتها يا ابن عمر؟ فقال: لا، ولا زفرة واحدة.

فيجب على الولد بر والديه وصلتهما بالمال وغيره، ولا يجب عليه النفقة عليهما إذا كانا غير محتاجين، لكن ينبغي له أن يصلهما بما يقدر عليه من المال بحيث لا يضر به ولا يشق عليه، وإذا كانا ينفقان الأموال في ما لا تدعو له الحاجة فلينصحهما، ويخبرهما أنه بحاجة إلى المال، لبناء مسكن، ولا يلزمه إعطاؤهما ما أرادا، وليتلطف بهما، ويمكن التورية عليهما بأن يضع المال عند من يثق به، ويخبر والده أنه ليس عنده مال من باب التورية.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ ذو القعدة ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>