للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا طاعة للأب في معصية الخالق سبحانه]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم

أنا في حالة نفسية يرثى لها فقد تقدم لي أحد الخطاب وانا وأخي نعيش في بلد بعيد عن البلد الذي تعيش فيه بقية أسرتنا وأنا وأخي من الله علينا بالإلتزام فتقدم لي شاب ملتزم على خلق ودين فاقترح علي أخي وخالي أن ننفذ الرؤية الشرعية قبل إدخال أبي في الموضوع خشية افتعال مشكلة ثم لا يعجبني هذا الشخص أو لا أعجبه فوافقت بعد صلاة الاستخارة ومشاورتهما وهما أخي وخالي وهما ملتزمين ولله الحمد ثم حدثت الرؤية الشرعية وصدق رسول الله حين علل الرؤية الشرعية فقال: (فإنه أحسن أن يؤدم بينكما) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أدم بيننا ثم رفضه أبي وأنا أجاهد نفسي على نسيانه ونويت الصيام فإنه لي وِجاء ... وتزامن هذا مع رغبة أبي الجامحه في إدخالي الجامعة ولو حتى رغما عني وقد سبق لي إرسال فتوى لكم وجزاكم الله خير الجزاء على خير رد، فأبي هنا يستميت في إدخالي وقد أعلمته عدم رغبتي ولكنه يصر إصرارا شديدا ولا يفتأ يهددني بالهروب بي إلى مكان بعيد وإغصابي على دخولها غصبا وأيضا تزامن ذلك مع رفضه التام لنقابي إلى أن قال لي يوما: (نقابك على جثتي) فقال قلبي وجثتي أنا أيضا مع الفارق! وتزامن ذلك أيضا مع مكوثي بعيدا عن أمي ومع أيضا مرضي أمراضا محرجة أبحث فيها عن أمي فيقدر الله لي جارة تحبني كأمي ولا أبالغ لو قلت تزيد، ويرفضها أبي لي صديقة بحجة أن المراهق الذي يصاحب أكبر منه في خطر وأنا لا أستطيع أن أقول له هي بدل أمي أو مثل أمي فهو سيأخذها على محمل التقليل من أمي وأيضا هو عندما يغضب ويصرخ بنا لا يريد أن يسمع أحدا ينطق ولو بالدفاع عن نفسه وإن فاض بنا الكيل وقلنا: لو تسمح يا أبي لي بكلمة قال أخرس أو أخرسي، وتزامن هذا أيضا مع لوم أبي لنا على التزامنا مع خوفه علينا من الأمن وهذه الأشياء، مع أننا طبيعيون جدا ولا يخاف أحد من المواطنين منا على شيء فما بالك بالدولة، فأبي يقول أنه لا يستطيع تركنا وحدنا ولا ترك بقية أسرتنا هناك وحدها وهو على المعاش يتقاضى راتبا قليلا لا يكفي مصاريفنا وأمي تعمل هناك في ذاك البلد ويكاد راتبها يكفينا مع الاستدانة فهو قال لي إنه سيجبر أمي على الاستقاله ويحضرها إلى هنا لنعيش عيش الذل والهوان ويلومنا نحن على ذلك وقال لي إياك أن تخبري أمك فلم أخبرها اعتقادا مني أن هذا عهد يجب أن لا أنقضه أمام ربي قبل أبي فلم أنقضه وزل لساني مرة لأخي الصغير الذي يعيش مع أمي وقلت له لا تقل لأمي فعلمت أمي بعد بحديثنا ولم تعلم مضمونة فظلت تسائلني وتقول لي بينكم أسرار -والله يعلم كم أحب أمي وكم تمس شغاف قلبي- وتسألني وتكرر السؤال حتى قلت لها فأغلقت نافذة المحادثة في وجهي وكلمت خالي تستنجد به من أبي وخاصمتني ولامتني وكرهتني كرها ما أظن أن تعود بيننا العلاقة به وأنا الآن اكتب لكم وقد أغلقت معها منذ قليل وقد كالت لقلبي ما الله به أعلم فوالله لو قاله لي غيرها ما همني منه مقدار ما همني كلامها حتى إن جسدي بدأ يرتعش وبدأ لساني يتلعثم واضطربت اضطرابا شديدا ... حاولت أن أصالحها ولا فائدة فماذا أفعل ... لا أدري لماذا خطرت هذه الفكرة على بالي لعلها قدر من الله ... لعلكم ترسلوا لأمي تستسمحونها فبريدها الإلكتروني هو: لقد كتبته حين سجلته باسمي لأنها أظن (كانت) تحبني ... أرجو إفادتي؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن طاعة الوالدين وطلب رضاهما من أعظم الواجبات وأهم المهمات، كما سبق توضيح ذلك في الفتوى رقم: ٣١٠٩.

ولكن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه، وعليه فلا يجوز للمرأة طاعة أبيها في خلع حجابها، ولا يلزمها طاعة أبيها في دخول الجامعة خاصة إذا كانت الجامعة مختلطة وتخشى على نفسها الفتنة، كما سبق توضيح ذلك في الفتوى رقم: ٦١٩٦٥، والفتوى رقم: ٥٣٢٣٠.

وأما بشأن أمك فنوصيها بالصبر وقبول عذرك، وانظري الفتوى رقم: ٤٨٠٢٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ شعبان ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>