للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا تطيع البنت أباها إذا أمرها بمعصية الله]

[السُّؤَالُ]

ـ[جزاكم الله كل خير وسدد خطاكم أما بعد:

أنا فتاة في السادسة عشرة من عمري ووالدي هداه الله ورحمه لا يعرف الحلال من الحرام ويشرب الخمر ويفعل كل ما يغضب الله والعياذ بالله لي ثلاث أخوات وشقيقان ووالدتي المسكينة المعذبة لا تزال صابرة منذ عشرين عاما لأجلنا لا أريد الإطالة منذ مدة والدي تشاجر مع أخته على الميراث فوقف زوجها إلى جانبها ضد والدي وأراد والدي أن ينتقم منه ولضيق أفقه وغياب مخافة الله من جوفه لم يجد سواي لذلك ولأنني كنت أزور بيت عمتي باستمرار التي هي أخته طلب مني وتحت التهديد والوعيد أن أدعي أمام الشرطة أن زوج عمتي قد قام بالاعتداء علي وبتفاصيل أخجل من ذكرها فرفضت وقلت له بأن ذلك لم يحدث وأن عليه أن يجد أي طريقة أخرى بعيدة عن سمعتي وشرفي للانتقام بها من صهره وباءت كل محاولات والدتي وأخوالي بلجمه عما يريد وتواصلت أيام العذاب في الامتحان حتى رسبت فيها وأخيرا أجبرني على الذهاب إلى قسم الشرطة والناس تتساءل لماذا أبكي في الطريق وأمام المحقق وبعد خروجه من الغرفة حكيت للمحقق قصتي بالكامل ولأنني قاصر طلبوا من أبي قراءة الإفادة وبعد خروجنا من قسم الشرطة انهال علي بالضرب المبرح في الشارع بلا رحمة ولا خوف من الواحد الأحد المنتقم الجبار الذي أعطاه هذه القوة لضربي وأخيرأ نصحني خالي الذي يرسل لكم قصتي وسؤالي أن أقوم بما يريد والدي وإن طلبوا مني الحلفان على المصحف فأوافق لأنه لا حل وأنا بحمد الله ملتزمة وعلى يقين على أن ما يحصل لي هو ابتلاء مأجور بإذن الله وسؤالي لكم هل يصح ما سأفعله وما نصحني به خالي وأعتذر للإطالة ولكنني أختصر بما فيه الكفاية.

أختكم بالله.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك طاعة أبيك فيما طلب بحال من الأحوال، وسيجعل الله لك فرجاً ومخرجاً، ومن حقك إن خفت على نفسك أن ترفعي أمرك للقضاء أو الجهة الأمنية لحمايتك من اعتداء أبيك، نسأل الله أن يفرج عنك، وأن يحفظك في دينك ودنياك، وأن يثبتك على الحق.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ شعبان ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>