للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تخصيص الزوجة بطعام دون الأم]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما حكم الدخول على الزوجة ببعض الطعام سراً دون عرضه على الأم (أم الزوج الرجل) أو عدم إطعام الأم منه؟ أما السؤال الآخر وهل يصح بناءً على ذلك دعاء الأم على فاعل ذلك (عدم إطعام الأم منه) ؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أوصى الله سبحانه وتعالى بالوالدين حسنا وبالأم على وجه الخصوص، قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ {لقمان: ١٤} . وقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً {الاحقاف: ١٥} . وجعلها النبي صلى الله عليه وسلم أحق الناس بحسن الصحبة، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل يا رسول الله من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ثم أدناك أدناك. ووافق العقل السليم والخلق القويم الشرع الحكيم على حق الأم العظيم وفضلها العميم، دع عنك ما كابدته من مشقة الحمل وما عانته من آلام الولادة، وما قاسته من رهق السهر، وتذكر فحسب كيف كان بطنها لك وعاء وثديها لك سقاء وحجرها لك حواء، وكيف كانت تصلح لك لذيذ الطعام وتعد لك سائغ الشراب، وتؤثرك على نفسها بالطعام وهي تشتهيه، وتضع اللقمة في فمك ولا تحب أنها وضعتها في فمها، ثم لما بلغت السن والغاية التي تؤملك فيها، قلبت لها ظهر المجن، وفضلت عليها قوما آخرين، وإن كانوا زوجة وأبناء فهل جزاء الإحسان إلا إلاحسان، أيجازى الإحسان بالكفران، ويقابل المعروف بالنكران، كلا فما هذا بخلق أهل الإيمان. وعليه فلا ينبغي للابن إطعام زوجته طعاما، وحرمان الأم منه وهو يعلم أنها تشتهيه، وليحذر من دعاء الأم فإن دعاءها متسجاب. ولا يحق للأم الدعاء على الابن لهذا السبب إذا كان الابن يؤدي الواجب عليه من نفقتها، في حال وجوبها عليه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ رجب ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>