للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وجوب طاعة الوالدين في ترك بعض المباحات]

[السُّؤَالُ]

ـ[والدتي طلبت مني عدم الذهاب إلى مسجد معين والذهاب إلى مسجد غيره وأنا لم أطع أمرها وذهبت إلى هذا المسجد فهل هذا عقوق لوالدتي؟ وإذا كان كذلك كيف أتوب؟

وشكرا]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن طاعة الوالدين واجبة مالم يأمرا بمعصية، قال تقي الدين السبكي: ويجب امتثال أمرهما واجتناب نهيهما مالم تكن معصية على الإطلاق وإنما يكون معصية إذا كان فيه مخالف لأمر الله الواجب أو لشرعه المقرر وهما في ذلك مع الإمام سواء، ويزيد فيهما بتحريم ما يؤذيهما بأي شيء كان، وإن كان مباحا وبوجوب طاعتهما وإن كان ما يأمران به لحظ أنفسهما ويحرم إيذاؤهما مطلقا إلا أن يكون بما هو حق واجب لله فحق الله أولى. وقد ذكرنا الأدلة الدالة على ذلك في الفتوى رقم: ١٩٤٧٩، ٢١٣٠٤، وحيث إن أمك قد نهتك عن الصلاة في مسجد معين وأمرتك بالذهاب إلى غيره فيجب عليك طاعتها في ذلك بما تستطيع وتحرم عليك معصيتها. فلتذهب إلى غيره فتطيع ربك وتبر أمك" وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا {الاسراء: ٢٣} . وعليك أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى من ذلك الفعل وتترضى أمك وتعدها بطاعة أمرها في ذلك، وإن كان يشق عليك فلتحاورها بأسلوب هين لين لا جدال فيه ولا رفع صوت، فإذا امتنعت وعدلت عن رأيها فبها ونعمت، وإن أصرت على ذلك فتجب عليك طاعتها وامتثال أمرها قدر طاقتك، ولتحتسب في ذلك الأجر والمثوبة عند الله، وإذا كان المسجد قريبا منك وضاق عليك الوقت وخشيت فوات الجماعة لو ذهبت إلى غيره فلتصل فيه، ولكن لا تخبرها بذلك، وحاول أن لا تعلم به، وانظر الفتوى رقم: ١١٦٤٩. نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد إنه سميع مجيب.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ رجب ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>