للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التمسك بالدين وبرالوالدين]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة في١٨ ولكن أنا جالسة في البيت لا أفعل شيئا وأنا متحجبة، ولكن بسبب الوحدة وليس لي صديقات أستمع للموسيقى وأتفرج على الأفلام وذلك بسبب أن أبي جاهل يقول المرأة للبيت، وبسبب هذا أفعل ما لا يرضيه وهذا قد أثر على أعصابي وبسببه قد مرضت بالأعصاب وفقدت الأمل وحالتي عادية ولكن عندي دواء طوال العمر وأتمنى الالتزام وشكرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الأصل هو قرار المرأة في بيتها، وعدم خروجها منه إلا لحاجة، ووفق الضوابط الشرعية. قال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ {الأحزاب: ٣٣} وليس في ذلك إغضاء للمرأة وغمط لها، بل إن في ذلك إكراما لها وحفظا لكرامتها، فإن المرأة في الإسلام جوهرة غالية عزيزة، وإن الشأن في الجواهر أن تصان وأن لا تعرض للإهانة والعبث، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٣٤٦١٢، ٢٠٣٦٣، ٢١٥٢٤.

هذا، وإن الواجب عليك أن تتقي الله، وأن لا تستعملي ما وهبك الله من نعمة السمع والبصر فيما حرمه عليك من استماع للموسيقى، ومن مشاهدة للمسلسلات وسائر المنكرات، وانظري أدلة تحريم استماع الموسيقى والغناء وعقوبة فاعله في الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٥٢٨٢، ٦١١٠، ٥٦٧٩، ٩٧٧٦، ٢٠٩٥١، ٢٤١٨٣.

وانظري حكم مشاهدة التلفاز ومتابعة المسلسلات والأفلام في الفتويين: ١٨٨٦، ٧٥٧١ وما تفرع عنهما من فتاوى.

واحذري عقوق والدك وتجنبي مخالفته واسعي في رضاه عنك، فإن الوالد أوسط أبواب الجنة، وحق الوالدين أكيد، ولقد جعل الله حقهما تاليا لحقه تعالى. قال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {الإسراء: ٢٣}

وحق الوالدين لا يسقط عن الأبناء حتى لو كان الوالدان مقصرين أو قاسيين، وانظري الفتويين: ٨١٧٣، ١٥٠٠٨ وما تفرع عنهما من فتاوى.

وأما المرض الذي ألم بك في أعصابك فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك وأن يمتعك بالصحة والعافية، واعلمي أنه ما من داء إلا وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله، وإن من الأدوية الثابتة بالكتاب والسنة شرب العسل وتناول الحبة السوداء وشرب ماء زمزم بنية الاستشفاء، وكذلك الاحتجام، وانظري طائفة من الأدعية والأذكار من الكتاب والسنة للبرء من الأدواء في الفتوى رقم: ١٩٩٠٠ وانظري صفة الرقية في الفتوى رقم: ١٣١٨٨ وانظري فضيلة الصبر والدعاء في الفتوى رقم: ٣٢١٧٩ واعلمي أن الدعاء من أعظم أسباب كشف البلاء، ويكون أرجى في القبول إذا وقع في أوقات إجابته الفاضلة والتزم الداعي آداب الدعاء، وانظري ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: ١١٥٧١، ٢٣٩٥، ٢٣٥٩٩، ١٧٤٤٩، ٣٢٦٥٥، ٨٥٨١.

واعلمي أيضا ان التمسك بالدين والاستقامة على أمر الله ليس مجرد أمنية بل إنه الواجب على العبد، فالله تعالى إنما خلقنا لعبادته، قال سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات: ٥٦} وأمرنا سبحانه بالتمسك بدينه والاستقامة على أمره فقال تعالى: فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ {الزخرف: ٤٣} وقال: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ {هود: ١١٢} وقال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة دالا له على ما يعتصم به فقال: قل آمنت بالله ثم استقم. رواه الترمذي وغيره. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وإن أول الاستقامة هو التوبة النصوح من جميع الذنوب، وانظري شروط التوبة النصوح في الفتوى رقم: ٩٦٩٤، ٥٤٥٠.

وإن مما يعين على الاستقامة طلب العلم النافع الذي يعرف العبد به ربه ومعبوده وحقه عليه، وانظري الفتوى رقم: ٥٩٧٢٩ وأكثري من استماع الأشرطة الدينية النافعة، وتجدينها على موقعنا الشبكة الإسلامية في تبويب تسجيلات الشبكة، وعلى موقع طريق الإسلام: www.islamway.com

واجتهدي في اتخاذ رفقة صالحة من الأخوات الفضليات، فإنهن خير معين بعد الله على الاستقامة على أمره، فإنهن إذا نسيت ذكرنك، وإذا ذكرت الخير أعنك على أدائه، واعلمي أن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، وانظري الفتاوى ذات الارقام التالية: ٦٥٦، ٤٨٠، ١٠٨٠٠، ١٢٠٨، ٦٦٠٣

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ جمادي الأولى ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>