للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[دعاء الأم على ابنتها بغير حق]

[السُّؤَالُ]

ـ[لقد سبق لي طرح هذا السؤال ولم تصل لي إجابة، وربما وصلت إلى البريد الإلكتروني ولم أفهم قرائتها لأنه لا هو بالعربية ولا أي لغة أعرفها، المرجو الاحتفاظ بالجواب مع الأسئلة الموجودة تحت عنوان مشكلتي مع أمي وجزكم الله خيراً، هذه مشكلتي: أمي امرأة عصبية جدا وعند وقوع أي مشكلة بيننا تدعو الله أن يجعل حياتي سوداء في الدنيا والآخرة، وأنا أخاف استجابة الله لها، ومن عقوق الوالدين والله يعلم إني أحاول تجنب مشاكل معها ولكن سوء حظي دائما، مع العلم بأني بنتها الكبرى وورائي ٣ ذكور، وبصراحة لم أفلح بالدراسة ولا الزواج لا أعرف لماذا؟ وفي هذه السنة قررت أن لا تكلمني للأبد، وكلما حاولت التكلم معها تصدني بعصبية ودعائها علي وعلى أولادي، مع العلم بأني تركتهم عند أبيهم لكي لا أحملها مشاكلهم معي عمري ٣٠ سنة، مطلقه وعمري ٢٤ سنة، وأخلاقي جيدة بشهادتها أطلب منكم الدعاء معي ومع أمي ليفرج الله عنا جميعا، سيدي المفتي أنا بحاجة لدعائك وأطلب منك لا تنسني في سجودك بدعواتك لي بالخير ويفرج الله كربتي، وجزاك الله بالخير وأنتظر إجابتك عن سؤالي، ولكي يسهل علي البحث تكون تحث العنوان مشكلتي مع أمي، لا تنسني بالدعاء.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبداية نسأل الله تعالى أن يصلح حال أمك ويعينك على برها، ثم اعلمي أيتها الأخت أن من ابتليت بأم هذه حالها عليها بالصبر، ومقابلة الإساءة منها بالإحسان والبر، فإن دمت على ذلك نلت الأجر المضاعف من ربك سبحانه وراجعي الفتوى رقم: ٥١٩٢٨.

وما ذكرت من عدم النجاح في الدراسة والحياة والزوجية هو بقضاء الله تعالى وتقديره.

والمصائب في الغالب التي تصيب العباد تكون بما كسبت أيديهم من الذنوب كما قال سبحانه: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:٣٠} ، فعليك أختاه بالتوبة وكثرة الأعمال الصالحة يصلح الله تعالى لك الأحوال، ومما يعين على ذلك الإلحاح على الله تعالى في الدعاء، فإنه سبحانه وعد عباده بالإجابة إذا استجابوا له جل وعلا: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:١٨} .

وما أشرت إليه من تأثير دعوات أمك في حياتك فقد يكون صحيحاً إذا كنت مقصرة في حقها، وإلا فلا تاثير له لأنه اعتداء منها في الدعاء وهو غير مقبول، كما هو مبين في الفتوى رقم: ٢١٠٦٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ ربيع الثاني ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>