للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أولى الناس بالنصيحة الأبوان]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة في ٢٥ من عمري. أبي وأمي كثيرا الشجار, وأنا أحاول أن لا أتخذ أي جانب وأحاول تهدئة الأمور, ولكني أمي تعتب علي وتقول إنه لا بد أن أقف في جانبها في مواجهة أبي مثل أبناء صديقاتها وأنا لا أريد أن أغضب أبي وأنا لا أستطيع أن أقول كلمة تغضب أبي أو أمي إذا قلت لأحد منهم إنك مخطئ في حق الطرف الثاني, وأنا لست بحكم عدل! وأنا أحاول أن أحثهم على الصلاة أكثر كي تهدئ نفوسهم ولكن لا أحد يصغي إلي فماذا أفعل هل أتخذ جانب أمي كي لا تغضب علي مع أنها تكون مخطئة في حق أبي في عدم الطاعة أحيانا؟ أو أستمر فيما أفعله الآن من تهدئة الأمور؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما تفعلين من حث أبويك على أداء الصلاة هو الصواب فإن من حافظ على الصلاة وتمسك بدين الله تعالى واتبع أوامره واجتنب نواهيه سيؤدي ما عليه من الحقوق ويقوم بما عليه من الواجبات ولن يظلم أحدا كما قال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت: ٤٥} . فاتباع شرع الله تعالى أهم أسباب الألفة والوفاق والمحبة والسعادة في الدارين، فالواجب عليك برور والديك معا والاحسان إليهما كما أمر سبحانه وتعالى في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فإذا أمرك أحدهما بعقوق الآخر فلا يجوز طاعته في ذلك فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وإذا لاحظت أن أحدهما هو المخطئ فبيني له ذلك بطريقة ودية وهادئة لعله يتقبل نصيحتك. وما دام قد اتضح أن الأم تخطئ في حق الأب فعليك أن تنصيحها.. فإن الدين النصيحة وأولى الناس بذلك منك أقربهم وهما الأبوان.

وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: ٤٢٩٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ محرم ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>