للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[بر الوالدين واجب ما لم يكن فيه ضرر على الأبناء]

[السُّؤَالُ]

ـ[إخوتي في الإيمان أنا شاب في السابعة والعشرين من عمري أشتغل مع أخي في شركة ولدينا مزرعة ولقد قام إخوتي ببناء بيوت وتزوج وأنا الآن والحمد لله أنعم الله علي وقمت ببناء بيت بجانب إخوتي ولقد اخترت قطعة أرض من المزرعة وقمت ببناء البيت ولقد أنهيته ولكن هناك مشكلة مع أبي وهو أنه لديه بعض النخيل في نواحي البيت فقلت له أني سوف أنقل هذه النخيل إلى مكان آخر واسع لغرسهما من جديد لأني سوف أقوم بتزليز نواحي البيت ولكنه رفض هذه الفكرة وقال إن رحلتهم لن أرضى عنك علما بأني سوف أنقلهم إلى مكان غير ضيق والمشكلة أن أبي والله يشهد علي أنه دائما يرفض طلباتي حتى نتشاجر ويجعلني أفقد صوابي وأغضب عليه وأنا لا أريد من الله أن يغضب عني وفي نفس الوقت لا أريد من أبي أن يعتبرني أتحداه ولكن أريد أن أفعل ما يحلو لي في بيتي وأنا بدأت هذا البيت لوحدي بتفكيري لما يأت ويضع شروطا تعيق أحلامي ولقد قام إخوتي وأمي بإقناعه ولكن بدون جدوى إنه يتشبث برأيه حتى لو كان غير صحيح أنا قلت له أنا سوف أسكن هذا البيت فلماذا هذا ... ومع العلم أنه لا أستطيع الاستفادة من نواحي البيت بأي شيء بسبب النخيل ولدينا أرض متسعة يمكننا وضعهم في أي مكان آخر لا يعيقني في تشطيب بيتي.... فأرجو منكم أن توجهوني في التعامل مع أبي وكيف أفعل؟ لأني لا بد من نقل النخيل إلى مكان آخر لأني أنتظره هذا الوقت لأنه موسم غرس النخيل

وجزاكم الله ألف خير]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت أرض المزرعة التي بنيت عليها بيتك ملكا لك فلا يجوز لأبيك أن يمنعك من التصرف فيها ما دام في ذلك مصلحة معتبرة لك، فبر الوالدين واجب وطاعتهما لا بد منها، ما لم يكن في ذلك ضرر على الأبناء، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار.

وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: ٤٨٤٣٥.

أما إذا كانت الأرض ملكا لوالدك وإنما أباح لك البناء عليها دون تملكها فلا يجوز لك قلع النخيل الذي بها إلا بعد إذن المالك (والدك) ؛ لأنك ممنوع من التصرف إلا في حدود إذن المالك.

واعلم أن للوالدين حقوقا عظيمة فلا تضيعها، وراجع الفتوى رقم: ٣٥٧٥ والفتوى رقم: ٨١٧٣.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ ذو الحجة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>