للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مقابلة الرحم المسيء بنقيض معاملته فيها ربح كثير]

[السُّؤَالُ]

ـ[آمل منكم علي الإجابة على سؤالي في أقرب وقت

نحن خمسة إخوة , أخي الأكبر والحق أنه مقامر ويشرب الخمر هذا سابقا ولكن الآن لا أعرف إن كان مازال علي هذا وإلا لا ولديه زوجة لا يستطيع أن يقول لها لا المهم لديه أولاد لا يحترموننا أبدا فعند خروجنا من المنزل يبصقون علينا ويسبوننا ويقولون كلاما غير محترم أبدا وكأننا أعداء لهم وفي الآونة الأخيرة انتقلنا من منزلنا إلى المزرعة وبقي أحد إخوتي هناك وهو متزوج والله على ما أقول شهيد إنهم ضربوه حتى الضرب وأبى أخي (المضروب (أن يذهب إلى الشرطة مع أني أصررت على ذلك وهذا حتى لا يسمع الجيران ويقولون بأن الإخوة يتضاربون في بعضهم البعض ولخبث نية أخي الأكبر وأبنائه ذهبوا هم إلى الشرطة وحققوا المقولة (ضربني وبكي سبقني واشتكي) ولكن طفح الكيل في المرة الأخيرة عندما ضربوه وذهب إلى الشرطة قالت له الشرطة بأنهم قد فتحوا فيك محضرا قديما وأن ترجع إلى بيتك خير لك وإلا حبسوك.

المهم لا نعرف ماذا نفعل معهم نحن نشكو أمرنا إلى الله ونقول فيهم حسبنا الله ونعم الوكيل والذي أريده ما حكم من كان بهده الشاكلة فهم لم يراعوا فينا بأننا أعمامهم ولا بأننا جيرانهم وما حكم الجار الذي بمثل هذه الأوصاف وما نصيحتكم لنا؟ وبارك الله فيكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما نسبته من الإساءة الصادرة من أبناء أخيك والاعتداء عليكم بالضرب والسب ثم التحايل أمام الشرطة ليجرموكم ويبرئوا أنفسهم أخطاء كبيرة في حقكم، وقطع منهم لما أمر الله به أن يوصل، وكان الواجب أن يبروكم ويصلوكم ويعتبروكم بمنزلة أبيهم أو قريبا منها.

والذي ينبغي لكم أنتم هو أن تعاملوهم بنقيض ما عاملوكم به، وبذلك تربحون عدة أمور:

الأول: أنهم ستتحول العداوة التي عندهم إلى مودة. قال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت: ٣٤-٣٥} .

الثاني: أنكم بذلك تصلون ما أمر الله به أن يوصل، فإنهم ولو بلغوا ما بلغوا من الطيش أو بلغ أبوهم من الانحراف ما بلغ فإنهم رحم لكم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها. أخرجه البخاري.

الثالث: أنكم بتغاضيكم عن أخطائهم وصلتهم والإحسان إليهم ينصركم الله عليهم. ففي صحيح مسلم أن رجلا قال: يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك، ومع هذا، فإنه يباح لكم الانتقام منهم بقدر ما وقع عليكم، وينبغي أن يكون ذلك عن طريق القضاء، ولكن العفو أفضل. قال تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى:٤٠} .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ رجب ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>