للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إبعاد الأولاد عن جدتهم وعدم زيارتها يعد من قطيعة الرحم]

[السُّؤَالُ]

ـ[اخاف من تعلق ابنائي بجدتهم (والدة زوجتي) بحيث يصور لي الشيطان دائما بأنها ستحل مكاني فأحاول أن لا أزورها كثيرا مما يسبب لي مشاكل مع زوجتي أفيدوني رحمكم الله.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذا الخوف ليس في محله، بل هو من وسوسة الشيطان كما قال السائل، وتزيينه المعاصي والقطيعة بين أهل الأرحام.

فجدة أبنائك هي أمهم الثانية، وبعدهم عنها وعدم زيارتها من قطيعة الرحم التي هي من أكبر الكبائر. قال الله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {محمد: ٢٢-٢٣} .

وطبيعي أن يسبب هذا النوع من المخالفات الشرعية مشاكل مع الزوجة والأقارب، فذلك من شؤم المعصية أولا، ولا يمكن لزوجتك أو أي امرأة مسلمة أن ترضى بمقاطعة أمها.

فقد جعل الله تعالى بينكم وبين هذه الجدة من النسب والصهر ما تجب صلته.

وعلاج الأوهام التي تجدها هو أن تتقي الله تعالى وتمتثل أمره في السر والعلانية، ونسأله أن ينزع من قلبك هذا النوع من الخوف وتصل أنت وأبناؤك أم زوجتك، فلا يمكن للجدة أن تقوم مقام الأب أو تحل محله، فهذا من الأوهام ووساوس الشيطان.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ رجب ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>