للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التوجيه النبوي لمن رأى رؤيا تحزنه]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب متزوج ولدي أطفال، في ليلة من الليالي حلمت أني رجعت إلى بيتي ولم أجد زوجتي في البيت، وبحثت عنها ووجدتها في بيت آخر مع رجل، وغضبت عليها وضربتها. فقالت لي إن الذي تفكر فيه قد حصل. أرجو إفادتي في وضعي لأني أعيش حالة نفسية بسبب هذا الحلم. أرجو الاهتمام جزاكم الله خيرا. أخوكم في الاسلام.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان، فمن رأى رؤيا فكره منها شيئاً فلينفث عن يساره ثلاثاً، وليتعوذ بالله من الشيطان لا تضره، ولا يخبر بها أحداً، فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر بها ولا يخبر إلا من يحب. متفق عليه من حديث أبي قتادة رضي الله عنه.

جاء في عمدة القاري شرح صحيح البخاري عند شرحه لهذا الحديث:....أي الرؤيا الغير الصالحة أي الكاذبة أو السيئة، وإنما نسبت إلى الشيطان لأن الرؤيا الكاذبة يريد بها الشيطان أن يسيء ظنه ويحزنه ويقل حظه من شكر الله ولهذا أمره بالبصق عن يساره. انتهى بتصرف.

وفيه أيضا: والرؤيا المكروهة هي التي تكون عن حديث النفس وشهواتها، وكذلك رؤيا التهويل والتخويف يدخله الشيطان على الإنسان ليشوش عليه في اليقظة وهذا النوع هو المأمور بالاستعاذة منه لأنه من تخيلاته، فإذا فعل المأمور به صادقا أذهب الله عنه ما أصابه من ذلك. انتهى.

وبهذا تعلم – أيها السائل - أن الشيطان يلجأ إلى مثل هذه الأحلام ليحزن الذين آمنوا ويلقي في قلوبهم الهم والريب , فلا داعي لانزعاجك من مثل هذا خصوصاً إذا اتبعت توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم المبينة في الفتوى: ١٠٨٩٢٨.

ثم ننبهك إلى أن الرؤى لا تؤخذ منها أحكام شرعية، ولا تنبني عليها أمور مستقبلية، ولا يجوز لك أن تسيء الظن بأهلك أو تنسبهم إلى الشر استنادا إلى هذه الرؤيا أو غيرها, وقد فصلنا القول في ذلك في الفتاوى تحت الأرقام التالية: ١٨١٢٩، ٢٠٦٠٤، ٩٥٥٥.

ثم نوصيك بالنوم على طهارة، والمواظبة على أذكار النوم من قراءة آية الكرسي فقد ثبت في حديث أبي هريرة الطويل: أن الشخص إذا قرأها حين يأوي إلى فراشه فلا يزال عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح. والحديث رواه البخاري وغيره.

والمحافظة على قراءة خواتيم سورة البقرة، والمعوذات ... إلخ مع الإكثار من الطاعات، والإكثار من ذكر الله، وتلاوة القرآن الكريم، وإزالة المنكرات من البيت -إن وجدت- والابتعاد عن ما يغضب الله.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ شعبان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>