للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[بين رغبة الأب في تزويج ابنه ورغبة الابن التأخير]

[السُّؤَالُ]

ـ[إخوتي الكرام، أنا شاب تخرجت حديثاً من الجامعة ولم أعمل بعد ووالدي وضعه المادي والحمد لله بخير ويريدني أن أتزوج، وأنا أرفض ذلك حالياً لأنني أريد أن أكمل للحصول على درجة الماجستير أو البدء في العمل حتى أتمكن من تحمل نفقاتي ونفقات الزوجة، ومع عرضه بأنه سيتكفل بهذه النفقات وهو قادر على ذلك، فأنا أرفض وفي آخر مرة تناقشنا في الموضوع قال لي سأغضب عليك إن لم تتزوج ولن أعتبرك ابني بعد الآن، ولتنس أن لك أبا أصلاً، وأنا والله أخاف غضبه لأن غضبه من غضب الله سبحانه وتعالى ولا أريد أن أقع في مأزق وسؤالي هو: هل أكون آثماً إن لم أتزوج؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد حث الإسلام على الزواج لما يحققه من المصالح العظيمة من إعفاف النفس، بغض البصر وإحصان الفرج، ولما يترتب على ذلك من النسل الذي ينفع الله به الأمة وينفع به والديه، روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج.

ولاشك أن ما أمرك به والدك من المعروف، وطاعته في المعروف واجبة، ومخالفته في مثل ذلك معصية وإثم، ولعلك تعلم أن كثيراً من الشباب يتمنى أن يكون له مثل هذا الأب، بل كم من هؤلاء الشباب قد تكون لديه القدرة المادية والبدنية على النكاح، ولكنه يجد معارضة من والديه أو أحدهما في الموافقة على ذلك.

فالذي نوصيك به هو المبادرة إلى تلبية طلب أبيك، ولعل الله تعالى يجعل لك بهذه الطاعة التوفيق في دراستك، ولعل هذا الزواج يعينك في إكمال دراستك على أحسن وجه، لما في الزواج من استقرار النفس، والقضاء على سلطان الشهوة، وطيش الشباب، ثم إنك ما يدريك أن تعيش حتى تكمل دراستك، وتحصل على العمل، فتكون بذلك قد ذهبت عنك مصلحة الزواج وفوائده، ومن ذلك الولد، فبادر أخي واغتنم الفرصة، ففي ذلك رضا الله ورضا والدك، ولمزيد من الفوائد راجع الفتوى رقم: ٢٤١٠١.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٣٠ جمادي الأولى ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>